بأفنيتهم وأبوابهم ثم أن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم ، عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ)
[٨٤٤٨] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) قال : فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حتى مثله من السبت المقبل.
[٨٤٤٩] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة ، عن ابن عباس قوله : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم ، فكانت الحيتان تأتيهم (يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) في ساحل البحر ، فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها فمكثوا بذلك ما شاء الله.
قوله تعالى : (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)
[٨٤٥٠] حدثنا إبراهيم بن هاني النيسابوري أبو إسحاق ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا مبارك بن فضالة قال : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) إلى قوله : (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) قال الحسن : والعمل السيئ يقدمه القوم يقيض لهم البلاء ليهلكوا فيه ، فكانت تجيء يوم السبت حيتانهم شرعا على متن الماء كأنها المخاض عظما وسمنا ، فإذا غربت الشمس من يوم السبت لم ير حوت سبعة أيام ، فطال عليهم ذلك ، قالوا : فإنا نأخذها يوم السبت نستوثق منها ألا تذهب ونأكلها يوم الأحد فإنما نهينا ، عن أكلها يوم السبت ، قال الحسن : فأكلوا والله أوخم أكله أكلها قوم قط أعجلها عقوبة في الدنيا وأبقاها خزيا في الآخرة.
قوله تعالى : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)
[٨٤٥١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) فأخذوا يوم السبت استحلالا ومعصية.
__________________
(١) التفسير ١ / ٢٤٨ (فأخذوها)