كما بين السماء العليا إلى الأرض السفلى ، وذلك مسيرة اربع عشرة الفا سنة ،
ثم خلق خلقا لعرشه ، جاثية ظهورهم ، فهم قيام في الماء لا يجاوز أقدامهم ، والعرش
فوق جماجمهم ، ثم ذهب الجبار تعالى علوا حتى ما يستطيعون أن ينظروا إليه فيقول (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الْأَبْصارَ).
قوله : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)
آية ٢٥٦
[٢٦٠٩] حدثنا
أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا شعبة عن أبى بشر ، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس ، في قوله : (لا إِكْراهَ فِي
الدِّينِ) قال كانت المرأة من الأنصار ، لا يكاد يعيش لها ولد
فتحلف ـ : لئن عاش لها ولد ، لتهودنه. قال الأنصار : يا رسول الله : أبناؤنا.
فأنزل الله هذه الآية (لا إِكْراهَ فِي
الدِّينِ) قال سعيد بن جبير : فمن شاء لحق بهم ، ومن شاء دخل في
الإسلام.
والوجه الثاني :
[٢٦١٠] حدثنا
أبي عمرو بن عون ابنا شريك عن أبى هلال عن إسحاق قال : كنت مملوكا نصرانيا لعمر بن الخطاب فكان يعرض على
الإسلام فآبى. فيقول : (لا إِكْراهَ فِي
الدِّينِ) ويقول : يا أسق لو أسلمت ، لاستعنا بك على بعض أمور
المسلمين .
الوجه الثالث :
[٢٦١١] حدثنا
أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين يعني : ابن حفص ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد ، قال :
كانت الأنصار يكرهون اليهود على إرضاع أولادهم ، فأنزل الله (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)
الوجه الرابع :
[٢٦١٢] حدثنا
بن أبى الربيع ، ابنا عبد الرزاق ، ابنا معمر ، عن قتادة في قوله :
__________________