لا تعصوا في الأرض ، وكان فسادهم ذلك معصية الله ؛ لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض ؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.
[١٢٢] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أما لا تفسدوا في الأرض ، فإن الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية. وروى عن قتادة والربيع بن أنس نحو ذلك من قول أبى العالية.
الوجه الثاني :
[١٢٣] حدثنا أبو سعيد الأشج وعيسى بن يونس ـ والسياق لوكيع ـ قالا : ثنا الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الأسدى ، عن سلمان : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قال سلمان : لم يجئ أهل هذه الآية بعد.
قوله : (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
[١٢٤] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو ، ثنا سلمة ، عن محمد ابن إسحاق قال : فيما حدثني محمد بن أبى محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. يقول الله : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ)
[١٢٥] حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ابن أنس ، عن أبى العالية في قوله : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) قال : هم المنافقون.
قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا) آيه ١٣
[١٢٦] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، ثنا عثمان بن سعيد ، الزيات ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبى روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) يقول : وإذا قيل لهم صدقوا.