قوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ)
[٩٤] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبى محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : قوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) أى عن الهدى أن يصيبوه أبدا بغير ما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك حتى يؤمنوا به وإن آمنوا بكل ما كان قبلك ، ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم. فهذا في الأحبار من يهود فيما كذبوا به من الحق بعد معرفته.
[٩٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ) يقول : فلا يسمعون ولا يعقلون.
[٩٦] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن المثني ، ثنا محمد بن جهضم ، ثنا أبو معشر ، عن سعيد المقبري قال : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) بالكفر.
[٩٧] حدثنا موسى بن أبى موسى الأنصاري ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرّحمن ابن أبى حماد ، عن أسباط ، عن السدى ، عن أبى مالك : (خَتَمَ اللهُ) يعني طبع الله.
[٩٨] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلى ، ثنا الحسين بن محمد المروذي ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن ـ يعني النحوي ـ عن قتادة قال : (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) إذ أطاعوه ، فـ (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) ، فهم لا يبصرون هدى ، ولا يسمعون ولا يفقهون ، ولا يعقلون.
[٩٩] حدثنا الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ، أنبأ الحجاج بن محمد ، عن ابن جريج عن مجاهد : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) قال : الطبع ثبتت الذنوب علي القلب تحف به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه. فالتقاؤها عليه الطبع. والطبع الختم.
قوله : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ)
[١٠٠] أخبرنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي (١) فيما كتب
__________________
(١) قال أحمد شاكر : إن هذا الإسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة ، وهو معروف عند العلماء بتفسير العوفي رقم ٣٠٥.