الوجه الثاني :
[١٠٧٥] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا شبابة بن سوار عن ورقاء عن ابن أبى نجيح عن مجاهد (١) (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) أن يريهم الله جهرة. قال سألت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا قال نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل فأبوا ورجعوا.
الوجه الثالث :
[١٠٧٦] حدثنا أبى ثنا أحمد بن عبد الرّحمن ثنا عبد الله بن أبى جعفر عن أبيه عن الربيع عن أبى العالية في قوله : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) قال : قال رجل : يا رسول الله لو كانت كفارتنا ككفارات بني إسرائيل؟ فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : اللهم لا نبغيها ثلاثا ، ما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل. كانت بنوا إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه ، وكفارتها. فان كفرها كانت له خزيا في الدنيا ، وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة. فما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل. قال : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الصلوات الخمس من الجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن (٢) ، وقال من هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه ، وإن عملها كتبت واحدة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة ، وإن عملها كتبت له عشر أمثالها (٣). ولا يهلك على الله إلا هالك فأنزل الله عزّ وجلّ : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) (٤).
الوجه الرابع :
[١٠٧٧] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) أن يريهم الله جهرة. فسألت العرب محمدا أن يأتيهم بالله فيرونه جهرا. وروى عن قتادة نحو ذلك.
__________________
(١) تفسير مجاهد ١ / ٨٥.
(٢) سورة النساء آية ١١٠. (٢) مسلم كتاب الطهارة رقم ٢٣٣ ١ / ٢٠٩.
(٣) مسلم كتاب الإيمان رقم ١٣١ ١ / ١١٨.
(٤) ابن كثير ١ / ٢١٩.