أبيا أن يعبدا الصنم ، قالت لهما : فاختارا أحد الخلال الثلاث. إما أن تعبدا الصنم ، واما أن تقتلا هذه النفس ، وإما أن تشربا هذا الخمر ، فقالا : كل هذا لا ينبغي ، وأهون هذا شرب الخمر ، فشربا الخمر فأخذت فيهما ، فواقعا المرأة فخشيا أن تخبر الإنسان عنهما فقتلاه فلما ذهب عنهما السكر ، وعلما ما وقعا به من الخطيئة أراد أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا وحيل بينهما وبين ذلك ، وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء ، فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه من الخطيئة فعجبوا كل العجب ، وعرفوا أنه كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض ، فنزل في ذلك (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) فقيل لهما اختارا عذاب الدنيا ، أو عذاب الآخرة فقالا : أما عذاب الآخرة فلا انقطاع له ، وأما عذاب الدنيا فإنه ينقطع ويذهب فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما يعذبان.
[١٠٠٦] حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري ثنا مؤمل ثنا سفيان الثوري ثنا موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر عن كعب قال : ذكرت الملائكة أعمال بني آدم وما يأتون من الذنوب. فقيل لهم اختاروا منكم اثنين ، فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما : أهبطا إلى الأرض ، وإني لمرسل إلى بني آدم رسلا ، وليس بيني وبينكما رسول. لا تشركا بي شيئا ، ولا تزنيان ولا تشربان الخمر. قال كعب : فما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه إلى الأرض حتى استكملا جميع ما حرم عليهما.
[١٠٠٧] حدثنا أبى ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله ـ يعني ابن عمر ـ عن زيد بن أبى أنيسه عن المنهال بن عمرو ويونس بن خباب عن مجاهد. قال : كنت نازلا علي عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه. انظر طلعت الحمراء لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين ـ قالت الملائكة : رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام ، وينتهكون محارمك ، ويفسدون في الأرض؟
قال : إني قد ابتليتهم فلعلي إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا : لا. قال : فاختاروا من خياركم اثنين ، فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني مهبطكما إلى الأرض وعاهد إليكما أن لا تشركا ولا تزنيا ، ولا تخونا. فأهبطا إلى الأرض ، وألقى عليهما الشبق وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت