وفي المصباح : الكسر ، هي اللغة الفصحى. وهو ظرف غير متصرف ، أي : لا يقع إلا ظرفا ، سواء للمكان فيفيد حضور صاحبه حسا ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ)(١) أو حضوره معنى ، كقوله تعالى : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ)(٢) ، أو قرب صاحبه حسا ، كقوله تعالى : (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى)(٣) أو معنى كقوله تعالى : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ)(٤) وكقوله تعالى : (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(٥) أو للزمان مثل : «زرتك عند الصباح» وقد يقع مجرورا بـ «من» كقوله تعالى : (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ)(٦).
وتلزم «عند» الإضافة ، فلا يجوز أن تقطع عن الإضافة. ومن إفادتها الزّمان وإضافتها ، قول الشاعر :
إذا الشّعر لم يطربك عند سماعه |
|
فليس خليقا أن يقال له شعر |
عندك
اسم فعل أمر بمعنى «خذ» مثل : «عندك الكتاب» أي : خذه. وتأتي أيضا بمعنى «احذر» مثل : «عندك». فهو اسم فعل لا يتعدّى.
عند ما
كلمة مركّبة من الظرف «عند» الذي يدل على الزّمان و «ما» المصدريّة ، مثل : «سررت كثيرا عند ما نجحت ابنتي في الامتحان» أي : سررت زمن نجاحها في الامتحان.
العهد الحضوريّ
اصطلاحا : هو السبب في جعل النّكرة معرفة بأل العهديّة ، على أساس حصول الدّلالة وقت الكلام ، مثل : «يخرج الساعة المعلم من القاعة» وكقول الشاعر :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني |
|
فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني |
ملاحظة : تقع «أل» العهديّة كثيرا بعد اسم الإشارة أو بعد «أي» في النداء. كقول الشاعر :
أيّها الرّاكب الميمّم أرضي |
|
إقر من بعضي السّلام لبعضي |
وكقول الشاعر :
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التقيّ النّقيّ الطّاهر العلم |
راجع : أل العهديّة.
العهد الذّكريّ
هو السبب في جعل النّكرة معرفة بتكرار الكلمة مرّتين تكون في المرّة الأولى مجرّدة من «أل» العهديّة ، وفي المرّة الثانية مقرونة بها ، مثل : «جاء معلم فشرح المعلم الدرس» وكقوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)(٧).
العهد الذّهنيّ
هو السّبب في جعل النّكرة معرفة بواسطة أل العهديّة ، مذكّرا بها في زمن مضى وانته قبل التفوّه بها ، وتحدّد المراد من النّكرة تحديدا مبنيا على المعرفة القديمة في عهد مضى قبل النّطق.
__________________
(١) من الآية ٤٠ من سورة النمل.
(١) من الآية ٤٠ من سورة النمل.
(٢) الآيتان ١٤ و ١٥ من سورة النجم.
(٣) من الآية ١١ من سورة التحريم.
(٤) من الآية ٥٥ من سورة القمر.
(٥) من الآية ٣٧ من سورة القصص.
(٦) سورة المزمل الآيتان ١٥ و ١٦.