والتقدير : ولا تك في حمل ...
٧ ـ الاستعانة ، بمعنى «الباء» ، مثل : «رميت عن القوس» أي بالقوس ، ومثل : «ضربت الخائن عن السّيف» : أي : بالسّيف.
٨ ـ البدلية ، بمعنى «بدل» ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(١) أي : بدل نفس شيئا ، وكقول الشاعر :
وتكفّل الأيتام عن آبائهم |
|
حتى وددنا أنّنا أيتام |
أي : «تكفّلهم بدلا من آبائهم».
٩ ـ بمعنى «من» كقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ)(٢) أي : من عباده وكقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا)(٣) أي : نتقبّل منهم.
١٠ ـ بمعنى الباء ، كقوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى)(٤) أي : بالهوى.
١١ ـ وتكون «عن» اسما بمعنى : «جانب» إذا وقعت بعد حرف الجرّ «من» ، مثل : «يجلس الخليفة من عن يمينه المستشارون ومن عن شماله القضاة» ، وكقول الشاعر :
فلقد أراني للرّماح دريئة |
|
من عن يميني مرّة وأمامي |
«عن» : اسم مبني على السكون في محل جر بـ «من» وهو مضاف «يميني» مضاف إليه.
وقد تجرّ بـ «على» كقول الشاعر :
على عن يميني مرّت الطّير سنّحا |
|
وكيف سنوح واليمين قطيع |
فتكون «عن» اسما مبنيا على السكون في محل جر بـ «على».
وتأتي «عن» اسما إذا كان الاسم المجرور بها ، وفاعل متعلّقها ، ضميرين لمسمّى واحد ، مثل :
دع عنك لومي فإن اللّوم إغراء |
|
وداوني بالتي كانت هي الدّاء |
وردّ هذا القول لأنه لا يصح وقوع كلمة «جانب» مكان «عن».
١٢ ـ إذا كانت «عن» حرف جرّ ، جاز دخول «ما» الزائدة عليها فلا يتغيّر عملها ولا معناها ، كقول الشاعر :
إذا كنت في أمر فكن فيه محسنا |
|
فعمّا قليل أنت ماض وتاركه |
«عمّا» : مؤلفة من «عن» : حرف جر ، و «ما» :زائدة «قليل» : اسم مجرور بـ «عن».
١٣ ـ يبدل بعضهم همزة «أنّ» و «أن» عينا ، فتقول : «يسرني عن تنجح» أي : أن تنجح وكقول الشاعر :
أعن توسّمت من خرقاء منزلة |
|
ماء الصّبابة من عينيك مسجوم |
والتقدير : أن.
١٤ ـ وتكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة ، كقول الشاعر :
أتجزع أن نفس أتاها حمامها |
|
فهلّا التي عن بين جنبيك تدفع |
والتّقدير : فهلّا تدفع عن تلك التي بين جنبيك.
عند
ظرف يفيد حضور صاحبه حسّا ، ويكون للزّمان والمكان ، وفيه لغات : عند ، عند ، عند ، عند ،
__________________
(١) من الآية ١٢٣ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٢٥ من سورة الشورى.
(٣) من الآية ١٦ من سورة الأحقاف.
(٤) من الآية ٣ من سورة النّجم.