إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ ..)(١) والتقدير : استغفار ابراهيم ربّه. فقد أضيف المصدر «استغفار» إلى الفاعل «إبراهيم» المجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف ، وحذف المفعول به «ربّه». وقد يضاف المصدر إلى مفعوله ويحذف فاعله ، كقوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ)(٢) أي : من دعائه الخير. حيث حذف الفاعل وهو الضمير العائد إلى الإنسان وأضيف المصدر «دعاء» إلى مفعوله «الخير».
٢ ـ ويعمل المصدر منوّنا ، كقوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ)(٣) حيث أتى المصدر «إطعام» منوّنا فنصب مفعولا به «يتيما». وكقول الشاعر :
بضرب بالسيوف رؤوس قوم |
|
أزلنا هامهنّ عن المقيل |
حيث نوّن المصدر «بضرب» ونصب مفعولا به «رؤوس».
٣ ـ ويعمل المصدر مقرونا بـ «أل» ، كقول الشاعر :
ضعيف النّكاية أعداءه |
|
يخال الفرار يراخي الأجل |
فالمصدر «النّكاية» مقرون بـ «أل» عمل النّصب في المفعول به بعده «أعداءه».
عن
١ ـ حرف جر يجرّ الاسم الظّاهر ، كقوله تعالى : (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها)(٤) ويجر الضمير ، كقوله تعالى : (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ)(٥).
٢ ـ المجاوزة وهي أكثر معاني «عن» استعمالا ، مثل : «ذهبت عن بلد فيها المظالم».
٣ ـ البعديّة ، بمعنى «بعد» ، مثل : «دع المتكبّر فعمّا قليل يعود إلى رشده» ، وكقوله تعالى : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)(٦) أي : بعد طبق.
٤ ـ الاستعلاء ، بمعنى «على» ، «من يقترّ على نفسه ويبخل عنها فجزاؤه العدم». أي : ويبخل عليها. وكقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ)(٧) أي : عليها ، وكقول الشاعر :
إذا رضيت عني كرام عشيرتي |
|
فما زال غضبانا عليّ لئامها |
وكقول الشاعر :
لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب |
|
عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني |
٥ ـ التعليل ، إذا كان ما بعدها مسببا عمّا قبلها ، كقوله تعالى : (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ)(٨) أي : بسبب قولك. وكقوله تعالى : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ)(٩) أي : بسبب موعدة ...
٦ ـ الظّرفيّة ، مثل : «المعلم لا يتوانى عن القيام بواجباته ولا يكون عمله عن حمل الأعباء المترتبة على تقصير سواه». أي في حمل ، وكقول الشاعر :
وآس سراة الحيّ حيث لقيتهم |
|
ولا تك عن حمل الرّباعة وانيا |
__________________
(١) من الآية ١١٤ من سورة التوبة.
(٢) من الآية ٤٩ من سورة فصّلت.
(٣) من الآيتين ١٤ و ١٥ من سورة البلد.
(٤) من الآية ٤٢ من سورة الفرقان.
(٥) من الآية ٨ من سورة النّور.
(٦) من الآية ١٩ من سورة الانشقاق.
(٧) من الآية ٣٨ من سورة محمد.
(٨) من الآية ٥٣ من سورة هود.
(٩) من الآية ١١٤ من سورة التّوبة.