المصدر الميمي فيعمل كالمصدر ، مثل :
أظلوم إنّ مصابكم رجلا |
|
أهدى السّلام تحيّة ظلم |
فقد عمل المصدر الميمي «مصابكم» عمل الفعل «أصاب» فرفع فاعلا وهو ضمير المخاطبين مضافا إليه ونصب مفعولا به «رجلا».
كيف يعمل المصدر : يعمل المصدر بعدّة وجوه أشهرها :
١ ـ يعمل في أغلب الأحيان مضافا إلى فاعله ويذكر بعده المفعول به منصوبا ، كقوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ)(١) فقد أضيف المصدر «كذكركم» إلى فاعله وهو ضمير المخاطبين ونصب مفعولا به وهو «آباءكم». ومثل : «محاربة المرء اللئيم أنفع من مصاحبته» وفيه أضيف المصدر «محاربة» إلى فاعله «المرء» وذكر المفعول به بعده منصوبا «اللئيم» وكقول الشاعر :
وأقتل داء رؤية العين ظالما |
|
يسيء ويتلى في المحافل حمده |
حيث أضيف المصدر «رؤية» إلى فاعله «العين» وذكر المفعول به منصوبا «ظالما» وكقول الشاعر :
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم |
|
وجداننا كلّ شيء بعدكم عدم |
فالمصدر «وجدان» مضاف إلى «نا» الفاعل وذكر المفعول به منصوبا وهو «كلّ». وقد يضاف المصدر إلى مفعوله ثم يذكر بعده الفاعل مرفوعا ، كقول الشاعر :
أفنى تلادي وما جمّعت من نشب |
|
قرع القواقيز أفواه الأباريق |
حيث أضيف المصدر إلى مفعوله «القواقيز» ، «قرع» : فاعل «أفنى» وهو مضاف «القوافيز» مضاف إليه مفعول به للمصدر ، «أفواه» فاعل للمصدر ، وكقول الشاعر :
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة |
|
نفي الدّراهيم تنقاد الصّياريف |
حيث أتى المصدر «نفي» مفعولا مطلقا للفعل «تنفي» وهو مضاف «الدراهيم» مضاف إليه مفعول به للمصدر ، «تنقاد» : فاعل للمصدر مرفوع ، ومثله قول الشاعر :
وكنت إذا ما الخيل شمّسها القنا |
|
لبيقا بتصريف القناة بنانيا |
فقد أضاف المصدر «تصريف» إلى المفعول به «القناة» ثم أتى بالفاعل «بنانيا». وإذا أتى الفاعل وبعده تابع جاز في التابع الجر مراعاة للفظ ، والرّفع مراعاة لمحل الفاعل ، مثل : «محاربة المرء الكريم اللئيم أنفع من مصاحبته» حيث أضيف المصدر «محاربة» إلى فاعله «المرء» وأتى النّعت «الكريم» مجرورا تبعا للفظ الفاعل ويجوز فيه الرّفع تبعا لمحل الفاعل. وقد يضاف المصدر للظرف فيجّره ، أي : يزيل عنه الظرفيّة ثم يرفع الفاعل بعده وينصب المفعول به ، إن لزم ذلك ، مثل : «إهمال اليوم الطالب الدرس مبعد للنجاح» حيث أضيف المصدر «إهمال» إلى الظرف «اليوم» وأتى بعده الفاعل «الطالب» مرفوعا وبعده المفعول به «الدرس» منصوبا.
وقد يضاف المصدر إلى فاعله ويحذف المفعول به ، مثل قوله تعالى : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ
__________________
(١) من الآية ٢٠٠ من سورة البقرة.