احترامك أصدقاءك حسن» فالمصدر «احترامك» هو اسم «إنّ» وهو مضاف إلى فاعله وهو «الكاف» ونصب مفعولا به هو «أصدقاءك» من غير أن يصلح أن يحل محله «أن» المصدريّة والفعل.
ـ بطلان عمل المصدر : لا يصح أن يعمل المصدر في مواضع كثيرة أهمها :
١ ـ أن لا يكون مصغّرا ، فلا يجوز القول : «سميع أذني أخاك يقول كذا» ...
٢ ـ ألا يكون قد حلّ محلّه الضمير ، فلا يعمل الضمير في مثل : «احترامي الجيران كبير وهو الرفاق أكبر» أي : وحبي الرفاق أكبر. إذ أن الضمير «هو» العائد إلى المصدر لا يعمل مثله ، ولا ينوب عنه في العمل.
٣ ـ لا يعمل المصدر إذا كان مصدر المرّة ، فلا تقول : «عجبت من ضربتك زيدا» أما إذا كان المصدر الأصلي منتهيا بـ «التاء» ، أي : لا يدل على المرّة ، فإنه يعمل ، مثل : «محبتك الرّفيق دليل على إخلاصك».
٤ ـ إذا تأخّر المصدر عن معموله فيبطل عمله إلا إذا كان معموله شبه جملة فلا تقول : «أعجبتني الرفيق محبّتك» أي : أعجبتني محبتك الرفيق. بل يجوز إذا كان المعمول شبه جملة ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)(١) والتقدير : فلمّا بلغ السّعي معه ، وكقوله تعالى : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً)(٢) أي : لا يبغون حولا عنه ، وكقوله تعالى : (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) أي : لا تأخذكم رأفة بهما في دين الله ، وكقول الشاعر :
وبعض الحلم عند الجه |
|
ل للذّلة إذعان |
والتقدير : إذعان للذّلة.
٥ ـ إذا فصل بين المصدر ومعموله فاصل يبطل عمله ، إلا إذا كان الفاصل معمولا للمصدر ، فلا يفصل بينهما أجنبيّ عن المصدر ، أي : غير معمول للمصدر ، مثل : «مساعدة مظلوما اليتيم واجبة». فالمصدر «مساعدة» والمعمول «اليتيم» فصل بينهما أجنبيّ عن المصدر وهو «مظلوما» الحال ، لذلك بطل عمل المصدر. ولا يفصل بينهما تابع ، مثل :
إنّ وجدي بك الشّديد أراني |
|
عاذرا من عهدت فيك عذولا |
حيث تأخّر النّعت «الشديد» عن معمول المصدر شبه الجملة أي عن «بك».
٦ ـ أن يكون مفردا فلا يعمل إذا كان مثنى أو مجموعا ، ومن الشاذ إعماله غير مفرد ، مثل :
قد جرّبوه فما زادت تجاربهم |
|
أبا قدامة إلا المجد والفنعا |
حيث عمل المصدر «تجارب» رغم أنه جمع فنصب مفعولا به هو «أبا».
٧ ـ لا يعمل المصدر المحذوف إلا إذا كان معموله شبه جملة ، مثل قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فشبه الجملة الجار والمجرور «بسم» والأصل : «باسم» حذفت منه الألف للتخفيف ، متعلّق بالمصدر المحذوف تقديره : ابتدائي باسم الله.
٨ ـ اسم المصدر لا يعمل إذا كان علما ، أما
__________________
(١) من الآية ١٠٢ من سورة الصّافات.
(٢) من الآية ١٠٨ من سورة الكهف.