تعالى : (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ)(١) ومثله على : «عليّ العوض» وإذا لحقت حرفي الجرّ «اللّام» و «الباء» فتتصل بهما اتّصالا مباشرا ولا حاجة لنون الوقاية مثل : «لي كتاب» و «بي شفقة على المساكين».
وإذا اتصلت ياء المتكلم بالأحرف المشبّهة بالفعل : إنّ ، أنّ ، كأنّ ، لكنّ ، ليت ، لعلّ ، ففي الأحرف المنتهية بالنّون المشدّدة يجوز أن تتصل نون الوقاية بآخرها أو عدم اتصالها بها ، فتقول : «إني أو إنّني آمنت بالله» و «كأنّي أو كأنّني طفلة مدلّلة» و «لكنّي أو لكنّني شابّة» و «علمت أنّي أو أنّني ناجحة» أمّا ليت فالأغلب أن تدخلها نون الوقاية قبل ياء المتكلّم ، مثل قوله تعالى : (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ ...)(٢) وقد تحذف منها نون الوقاية لإقامة الوزن ، كقول الشاعر :
كمنية جابر إذ قال : ليتي |
|
أصادفه وأفقد جلّ مالي |
فحذفت نون الوقاية وكسر آخر الحرف «ليت».
أمّا إذا اتصلت ياء المتكلم بـ «لعلّ» فالأكثر أن تلحقها نون الوقاية ، مثل : «أجتهد لعلّني أبلغ ما أريد» والمشهور عدم اقترانها بنون الوقاية ، كقوله تعالى : (إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ)(٣) وكقوله تعالى : (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ)(٤) وكقول الشاعر :
فقلت أعيراني القدوم لعلّني |
|
أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد |
وقد تتصل ياء المتكلم بالفعل «عسى» الذي هو من أفعال المقاربة فتصيّره حرفا بمعنى : «لعلّ» ، أي : تغيّر فيه المعنى والعمل فبعد أن كان من أفعال المقاربة التي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول اسما لها وتنصب الثاني خبرا تصير «عسى» حرفا من الحروف المشبهة بالفعل بمعنى : «لعلّ» فتدخل مثلها على المبتدأ والخبر ، فتنصب الأول اسما لها ، وترفع الثاني خبرا لها ، مثل :
ولي نفس أقول لها إذا ما |
|
تنازعني : لعلّي أو عساني |
وفيه دخلت نون الوقاية قبل ياء المتكلم في عسى فصارت «عساني» وفيه أيضا «لعلّ» اتصلت بها ياء المتكلم دون اقترانها بنون الوقاية فتلفظ «لعلّي». وياء المتكلّم تسمّى أيضا ياء الإضافة ياء النّفس.
ياء المثنّى
هي التي تكون علامة على النّصب أو الجرّ في الاسم المثنّى كقوله تعالى : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(٥) «زوجين» : مضاف إليه مجرور بـ «الياء» لأنّه مثنّى «اثنين» مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنّى وكقوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ)(٦) «اثنين» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنّى وكقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٧).
الياء المحذوفة من بنية الكلمة
تحذف الياء من كلمة «يد» والأصل : «يدي» حذفا سماعيّا وغير قياسي بدليل قولك : «يديت إلى فلان يدا» أي : أهديته هديّة. وكذلك تحذف من كلمة «مئة» والأصل : «مئية» ومن كلمة «دم»
__________________
(١) من الآية ٨ من سورة العنكبوت.
(٢) من الآية ٢٣ من سورة مريم.
(٣) من الآية ١٠ من سورة طه.
(٤) من الآية ٣٦ من سورة غافر.
(٥) من الآية ٤٠ من سورة هود.
(٦) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.
(٧) من الآية ٣٣ من سورة الكهف.