(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(١).
٦ ـ إذا كانت النّكرة مسبوقة بنفي أو استفهام ، مثل : «ما إحسان بضائع» ومثل :
وهل داء أمرّ من التّنائي؟ |
|
وهل برء أتمّ من التّلاقي؟ |
فكلمة «داء» نكرة مسبوقة باستفهام ومثلها «برء». ومثل كلمة «إحسان» في المثل السابق فهي نكرة تقدمها نفي : «ما».
٧ ـ إذا كانت النّكرة متأخّرة ، والخبر جار ومجرور ، أو ظرف ، أو جملة ، أو شبه جملة مثل : «في بيتنا رجل» تقدم الجار والمجرور على النكرة «رجل» فجاز الابتداء بها. ومثل : «عندنا كبرياء» تقدم الظّرف على النكرة .. ومثل : «أصابك حنانه جار» الجملة الفعليّة «أصابك حنانه» المؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به هي خبر مقدم. «جار» مبتدأ مؤخر ، ومثل :
وللحلم أوقات ، وللجهل مثلها |
|
ولكنّ أوقاتي إلى الحلم أقرب |
حيث وردت النّكرة «أوقات» مبتدأ مؤخر. وقد تقدمتها شبه الجملة «للحلم» ومثلها : «وللجهل مثلها». «مثل» مبتدأ مؤخر تقدمته شبه الجملة «للجهل».
٨ ـ إذا كانت النّكرة مخصوصة بنعت ، سواء أكان ملفوظا به ، مثل : «طالب مجدّ زارنا» ، أو مقدّرا لقرينة معنويّة تدل عليه ، مثل : «أنتم أيها الطلاب فزتم جميعا في امتحاناتكم وطائفة لم تفز بها» «طائفة» : مبتدأ نكرة والنعت مقدّر والتقدير :وطائفة من غيركم. وقد يكون نعتا معنويا لا يقدّر بالكلام ، إنما يستفاد من نفس النكرة بقرينة لفظيّة ، مثل : «كتيّب هذّب أخلاقي» لأن التصغير يقوم مقام النعت فمعنى كتيّب ـ كتاب صغير.
ومن النعت المعنوي أيضا صيغ التعجب ، كقول الشاعر :
ما أحسن الدين والدّنيا إذا اجتمعا |
|
وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل |
لأن التعجب في هذا البيت يعني : شيء عظيم هو حسن الدين والدنيا ، وشيء قبيح هو الكفر والإفلاس فالنّكرة هي «ما» التعجبية مبتدأ وجملة «أحسن الدّين» : خبره.
٩ ـ إذا كانت النّكرة مخصوصة بإضافة ، مثل : «يقظة البكور أنفع من نوم الضّحا» «يقظة» نكرة ، مبتدأ ، وهي مضافة. «البكور» : مضاف إليه. «أنفع» خبر المبتدأ.
١٠ ـ إذا دلّت النّكرة على دعاء سواء أكان الدّعاء للشخص ، أو عليه ، مثل : «شفاء للمريض» و «رحمة عليه» «شفاء» و «رحمة» نكرتان تفيدان الدعاء للشخص تعربان مبتدأ ، ومثل : «ويل له» ، «موت للشقيّ» فكلمة «ويل» وكلمة «موت» نكرتان تفيدان الدعاء على الشخص هما مبتدأ.
١١ ـ إذا كانت النّكرة عاملة في ما بعدها سواء أكانت مصدرا ، مثل «إكرام فقيرا حسنة» «إكرام» مبتدأ «فقيرا» : مفعول به للمصدر «إكرام».
«حسنة» خبر المبتدأ. أم وصفا عاملا مثل : «متقن عمله ناجح» «متقن» : مبتدأ. «عمله» مفعول به لاسم الفاعل «متقن» «ناجح» : خبر المبتدأ. وقد يكون عمل النّكرة في ما بعدها النّصب كالأمثلة السابقة أو الرّفع ، مثل : «مكرم أخوه محبوب» «مكرم» : مبتدأ مرفوع. «أخوه» فاعل لاسم الفاعل «مكرم». «محبوب» : خبر المبتدأ مرفوع ؛ والجر ، مثل : «كلمة ثناء تأسر العامل وتدفعه
__________________
(١) من الآية ٧ من سورة الزلزلة.