٢ ـ لا يجوز قطع النعت إذا كان وحيدا والمنعوت نكرة محضة لشدة حاجتها إليه لتتخصّص به ، مثل : «كافأت طلّابا مجتهدين».
٣ ـ إذا تعدد النعت وكان المنعوت الواحد نكرة محضة وجب إتباع النعت الأول لها لتتخصّص به ولا يجوز قطعه ، ويجوز في النعوت الباقية الإتباع والقطع مثل : «أقبل جنديّ جريح شجاع بطل» : يجب إتباع النعت الأول «جريح». والاتباع أو القطع على النصب في النّعتين «شجاع» و «بطل» ففي الاتباع يكونان مرفوعين وفي القطع يكونان منصوبين على أنهما خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو.
٤ ـ إذا تعددت النعوت والمنعوت واحد معرفة ، فإن تعيّن مسمّاه بدونها كلّها جاز إتباعها جميعا وقطعها جميعا ، وإتباع بعضها وقطع البعض الآخر ، ويجوز في بعضها المقطوع أن يكون منه ما ينقطع إلى الرّفع ، ومنه ما ينقطع إلى النّصب ، بشرط تقديم النّعت المتبوع على النعت المقطوع مثل : «عرفت الصديق الذكيّ النشيط البارع» «الذكيّ» : النعت الأول يجوز فيه الاتباع والقطع. فعلى الإتباع يكون منصوبا تبعا للمنعوت.
وإن كان مقطوعا على الرّفع فعلى أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو. وإذا لم يتعيّن مسمّاه إلا بالنعوت كلها فيجب فيها كلها الإتباع ، مثل : «أقبل الرجل خليل الذكيّ النشيط الشاعر التاجر» لأنه يجوز أن يكون أربعة أشخاص باسم «خليل» ويشتركون في الصفات ، فيكون أحدهم ذكي والآخر نشيط والثالث تاجر والرابع شاعر. فلا يتعيّن الأول عن سواه إلا بالنعوت مجتمعة فيجب فيها الإتباع كلّها.
٥ ـ إذا لم يتعدّد النعت وكان المنعوت معرفة معلوما بدون النعت ، جاز فيه الاتباع والقطع مثل : «أنت الطبيب الماهر». أما إذا كان النعت للتوكيد ، مثل قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ)(١) أو نعتا لاسم الإشارة ، مثل : «أحببت هذا الطالب» أو من الألفاظ التي تكون نعتا لكلمة معينة مثل : «جاؤوا الجمّاء الغفير» فلا يجوز القطع.
٦ ـ إذا كان المنعوت مرفوعا واقتضى الأمر قطع النّعت ، فيقطع على النّصب حتى يخالف حركة منعوته. وإذا كان المنعوت منصوبا قطعنا النّعت على الرّفع.
ولا يجوز مطلقا أن يقطع على الجرّ. أما إذا كان المنعوت مجرورا واقتضى الأمر قطع النّعت فإنه إمّا أن يقطع على النّصب أو على الرّفع ، ويجوز أن يقطع بعضها على النّصب والبعض الآخر على الرّفع. والنعت المقطوع على الرّفع يكون خبرا لمبتدأ محذوف ، والمقطوع على النّصب يكون مفعولا به لفعل محذوف. مثل : «مررت برجل تاجر شاعر كاتبا نشيطا».
٧ ـ إنّ جملة النّعت المقطوع على الرّفع ، أو جملة النّعت المقطوع على النّصب ، كل منهما جملة مستقلّة استئنافية ، وقد تقترن «بالواو» الزائدة التي تعترض قبل المقطوع ومنهم من يرى أن هذه الجملة ليست استئنافية بل هي جملة حاليّة بعد المعرفة وتقع نعتا بعد النكرة وتصلح للأمرين إذا وقعت الجملة المقطوعة بعد نكرة مختصّة.
نعت المنصوب
اصطلاحا : هو الذي يكون تابعا لمنعوت منصوب قبل قوله تعالى : (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ)(٢).
__________________
(١) من الآية ١٣ من سورة الحاقّة.
(٢) من الآية ٣١ من سورة الكهف.