إعرابه : باعتبار إعرابه يقسم النّعت إلى ثلاثة أقسام : مفرد وجملة وشبه جملة. فالنعت المفرد هو الذي يكون لا جملة ولا شبه جملة ويدخل فيه المثنّى ، والمصدر ، واسم الموصول ، واسم الإشارة ، كقوله تعالى : (إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً)(١) وكقوله تعالى : (عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ)(٢) أما النّعت الجملة فيجب أن يكون منعوته نكرة مذكورا والجملة خبريّة مشتملة على ضمير يعود إلى المنعوت. مثل : رأيت ولدا يبكي.
ملاحظات :
١ ـ النكرة قد تكون محضة أي : لفظا ومعنى كقول الشاعر :
إنّ في أضلاعنا أفئدة |
|
تعشق المجد وتأبى أن تضاما |
«أفئدة» المنعوت نكرة لفظا ومعنى وجملة تعشق جملة فعليّة خبريّة هي نعت لـ «أفئدة» ومشتملة على ضمير يعود إلى المنعوت تقديره : هي. ومثلها جملة «أن تضاما» وقد تكون النكرة غير محضة أي : معرفة لفظا ونكرة في المعنى ، وهي المحلّاة بـ «أل» الجنسيّة مثل :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني |
|
فأعفّ ثمّ أقول لا يعنيني |
وفيه «اللئيم» المنعوت هو نكرة محلّاة بـ «أل» الجنسية. وجملة «يسبّني» نعت لـ «اللّئيم».
٢ ـ تجب مطابقة الضمير للمنعوت الذي قد يكون بارزا ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)(٣) أو مستترا كقول الشاعر :
وكلّ امرىء يولي الجميل محبّب |
|
وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب |
فجملة «يولي الجميل» الخبرية الواقعة نعتا تشتمل على ضمير مستتر يعود إلى المنعوت تقديره «هو» وقد يكون الضمير محذوفا ، كقول الشاعر :
وما أدري أغيّرهم تناء |
|
وطول الدّهر أم مال أصابوا |
فجملة «أصابوا» الخبريّة الواقعة نعتا لا تشتمل على ضمير ، إنما هو مقدر ، وتقديره : أصابوه.
٣ ـ وقد يغني عن الضمير الذي يعود إلى المنعوت وجوده في جملة معطوفة «بالفاء» أو «بالواو» ، أو «ثم» على الجملة الخالية من الضمير. مثل : «مررت بطفل تعوي الكلاب فيرتجف» التقدير : هو يرتجف. ويجوز في جملة الاستثناء التي أداتها فعل أن تقع نعتا ، مثل : «زرعت حقولا ليس حقلا» أي : ليس المزروع حقلا. فهذه الجملة تكون إما حالا ، أو استثنافيّة لا محل لها من الإعراب ، أو نعتا.
وأما النّعت شبه الجملة ، أي : ما كان ظرفا أو جارا ومجرورا ، فإنه يكون مقيّدا بالإضافة أو بعدد ، أو غيره من القيود التي يفيد بها النّعت معنى جديدا ، والمنعوت نكرة محضة مثل : «وقف عصفور فوق الغصن» ، ومثل : «طار عصفور من قفص» ، وكقول الشاعر :
وإذا امرؤ أهدى إليك صنيعة |
|
من جاهه فكأنّها من ماله |
وفيه : «صنيعة» المنعوت النكرة والجار
__________________
(١) من الآية ٥٣ من سورة الإسراء.
(٢) من الآية ٢١ من سورة الانسان.
(٣) من الآية ٢٨١ من سورة البقرة.