والمجرور «من جاهه» شبه جملة واقعة نعتا.
٤ ـ إن لفظة «كل» تصلح أن تكون نعتا دون أن تكون منعوتا ، والمضاف إليه بعدها يجب أن يكون اسما ظاهرا نكرة ويجوز أن يكون معرفة على حسب المنعوت مماثلا له في اللّفظ والمعنى ، أو في ما له صلة معنويّة قويّة به ، كقول الشاعر :
كم قد ذكرتك لو أجزى بذكركمو |
|
يا أشبه الناس كلّ الناس بالقمر |
وفيه «كلّ» : نعت أضيف إلى «الناس» معرفة مماثلة للمنعوت ، وكقول الشاعر :
وإن كان ذنبي كلّ ذنب فإنّه |
|
محا الذنب كلّ المحو من جاء تائبا |
وفيه «كل» الثانية نعت مضاف إلى ما له صلة معنوية قوية بالمنعوت أي : «الذنب».
٥ ـ إذا وقعت لفظة «كل» نعتا اعتبرت من الألفاظ الجامدة التي تؤوّل بالمشتق ومعناها «الكامل».
٦ ـ إن الكلمات التي لا تنفرد بنفسها في جملة تتبع الكلمة التي قبلها مباشرة في الوزن وضبط الآخر ، والمشاركة في معظم الحروف ، دون أن يكون لها علاقة بالتّوابع الأصيلة. مثل : «هذا رجل حسن بسن» و «هذا ولد عفريت نفريت».
٧ ـ يجوز أن تكون شبه الجملة صفة بعد النكرة المحضة على تقدير متعلّقه معرفة ، وتكون هي الصفة إذا استغنينا عن ذكر المتعلّق إذ أنّه من المعروف أنّ شبه الجملة بعد النّكرة المحضة يجب أن تكون نعتا.
٨ ـ يصحّ في الجملة الاسميّة الواقعة نعتا أن يكون الرّابط بينها وبين منعوتها النّكرة هو «أل» ، مثل : قرأت الرسالة الخط واضح ، والكلمات متباعدة والسطور منتظمة أي : الخطّ فيها واضح وكلماتها متباعدة وسطورها منتظمة ..
٩ ـ لا تصلح «الواو» التي تسبق الجملة الواقعة نعتا أن تكون هي الرّابط بل تكون زائدة للإلصاق فقط ، من ذلك قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(١). «الواو» : زائدة والجملة الاسميّة «هو خير لكم» في محل نصب نعت لـ «شيئا». ومثل :
فيا للناس كيف غلبت نفسي |
|
على شيء ويكرهه ضميري |
«الواو» : زائدة والجملة الفعليّة «يكرهه ضميري» في محل جر نعت لـ «شيء».
١٠ ـ قد يحذف الرّابط في الجملة الواقعة نعتا إذا دلّ عليه دليل ، وهذا المحذوف قد يكون مرفوعا أو منصوبا ، أو مجرورا. فإذا كان مرفوعا فقد يقع نائب فاعل ، كقول الشاعر :
وإذا أراد الله نشر فضيلة |
|
طويت أتاح لها لسان حسود |
وفي : «طويت» نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» وتكون الرابط بين جملة النعت «طويت» والمنعوت «فضيلة». أو مجرورا «بفي» إذا كان المنعوت اسم زمان ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٢) أي : لا تجزي فيه. أو مجرورا بـ «من» بشرط أمن اللّبس ، سواء أكان المنعوت ظرف زمان أو غير ذلك ، مثل : «مرّ ربيع قضيت شهرا في الجبل» ، أي : شهرا منه.
ومثل : «اشتريت عسلا رطل بعشرين ورطل بأربعين» أي : رطل منه.
تعدّد النّعت : إذا تعدّدت النعوت
__________________
(١) من الآية ١٦٢ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ١٢٣ من سورة البقرة.