من الزائدة
اصطلاحا : هي حرف جرّ زائد يؤتى به لتوكيد العموم وعلامتها أن يتقدّمها استفهام أو نفي ويليها نكرة مثل : «هل من خالق غير الله» «من» حرف جر زائد. «خالق» اسم مجرور بـ «من» لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ. غير خبر. وكقوله تعالى : (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ)(١). «سبيل» : مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
المنادى
تعريفه : هو مفعول به منصوب بفعل محذوف دائما تقديره «أدعو» أو «أنادي» يسبق عادة بأحد أحرف النّداء التي تفيد نداء المخاطب القريب الذي يطلب منه أن يقبل إقبالا حقيقيا ، مثل : «يا سمير» أو مجازيا مثل : «يا الله ، يا رب» ، أو تفيد نداء المتوسط ، أو البعيد مثل :
كيف ترقى رقيّك الأنبياء |
|
يا سماء ما طاولتها سماء |
حروف النّداء : حروف النّداء ستّة وهي :
١ ـ الهمزة وقد تكون مقصورة وتستعمل لنداء القريب ، كقول الشاعر :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل |
|
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي |
وقد تكون ممدودة فتستعمل لنداء البعيد حسّا أو معنى مثل : «آرجلا أنقذني».
٢ ـ «يا» وتستعمل لكلّ نداء : في نداء اسم الجلالة ، مثل : «يا الله» ، وفي الاستغاثة مثل : «يا للمحسن للفقير» ، وفي النّدبة ، مثل : «يا عمراه».
٣ و ٤ و ٥ ـ أيا وهيا و «أي» تستعمل لكل نداء أيضا ، للبعيد حسّا ومعنى ، مثل : «أيا الله» ، أو ما هو في حكم البعيد كالنّائم والغافل ، مثل : «هيا سميرة أسرعي». ومثل : «أي سميرة ساعديني».
٦ ـ «وا» تستعمل في النّدبة فقط ، مثل :واكبداه ، وكقول الشاعر :
وا إماما خاض أرجاء الوغى |
|
يصرع الشّرك بسيف لا يفلّ |
حكم المنادى :
أولا : من حيث المعنى. الأصل في النّداء أن يكون للعاقل ، مثل : «يا معلّمي ، أنا مصغ لإرشاداتك» ، وقد يكون لغير العاقل ، فيكون نداء مجازيا ، كقوله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي)(٢) وقد يدخل النّداء على الحرف ، كقول الشاعر :
فيا ربّما بات الفتى وهو آمن |
|
وأصبح قد شدّت عليه المطالع |
وقد يدخل على الجملة الفعليّة ، مثل : «يا نعم المولى ونعم النّصير» ، وعلى الجملة الاسميّة ، كقول تعالى : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)(٣) كما يدخل على الضّمير كقول الشاعر : يا أبجر بن أبجر يا أنتا ...
ثانيا : من حيث الإعراب. المنادى من حيث الإعراب على خمسة أقسام :
١ ـ المنادى المفرد ، أي : ما ليس مضافا ولا مشبّها بالمضاف وهو المفرد الحقيقيّ أي : ما دل على واحد من المذكّر والمؤنث سواء أكان اسم علم ، مثل : يا سمير ، أو غير علم مثل : يا رجل ؛ ويدخل فيه المثنّى ، مثل : «يا خالدان» ، والجمع ،
__________________
(١) من الآية ٩١ من سورة التوبة.
(٢) من الآية ٤٤ من سورة هود.
(٣) من الآية ٢٦ من سورة يس.