من جنس ما قبلها ، مثل : «لا تعاشر المستهترين من الأصدقاء». فالاسم المجرور بها جزء من جنس الاسم قبلها.
٣ ـ ابتداء الغاية المكانية أو الزّمانيّة ، كقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) «من» تفيد ابتداء الغاية المكانية وكقوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) «من» تفيد ابتداء الغاية الزمانيّة.
٤ ـ بمعنى كلمة «بدل» ، كقوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) أي بدلا منها.
٥ ـ بمعنى التّعليل ، فيكون المجرور بها سببا في إيجاد شيء آخر ، كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) أي : من ما ، ومعناها بسبب خطيئاتهم.
٦ ـ بمعنى الظّرف ، كقوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) فتكون بمعنى «في» والتّقدير : نودي للصّلاة في يوم الجمعة.
٧ ـ المجاوزة أي : تدخل على الاسم للدّلالة على البعد الحسيّ أو المعنوي بينه وبين ما قبله وتكون بمعنى «عن» ، كقوله تعالى : (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) أي : عن هذا ، وكقوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) أي : عن ذكر الله.
٨ ـ الاستعانة فتشبه «الباء» بالمعنى ، وتدخل على اسم يصلح أن يكون أداة لتنفيذ أمر معيّن ، مثل : «ينظر الصّديق إلى صديقه من عين مليئة بالحبّ والاحترام».
٩ ـ الاستعلاء وتشبه «على» في المعنى ، وتدخل على اسم يدل على أن شيئا حسّيا أو معنويّا وقع فوقه ، كقوله تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي : على القوم ، ومثل :
هديّتي تقصر عن همّتي |
|
وهمّتي تقصر عن مالي |
١٠ ـ القسم ، فتستعمل مكسورة الميم أو مضمومتها ، ولا تدخل إلا على الاسم الكريم فتقول : «من الله لأقاومنّ الأعداء» ويجب عندئذ حذف جملة القسم. وقد تحذف «من» مع بقاء الاسم مجرورا بعد حذفها ، مثل : «الله لأقاومنّ الأعداء».
١١ ـ التّوكيد ، وتفيد «من» التّوكيد إذا كانت زائدة ، وذلك إذا كانت زيادتها إما للنصّ على عموم المعنى وشموله ، أو لتأكيد ذلك المعنى ، مثل : «ما جاء من أحد» والتقدير : ما جاء أحد. وكقول الشاعر :
ما من غريب وإن أبدى تجلّده |
|
إلّا تذكّر عند الغربة الوطنا |
ولا تكون «من» زائدة إلا إذا سبقها نفي أو استفهام وكان الاسم المجرور بعدها نكرة ، فيكون مجرورا بها لفظا فقط وله محل آخر من الإعراب فقد يكون فاعلا ، مثل : «ما غاب من طالب» طالب : فاعل «غاب» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ المناسبة ، أو قد يكون مبتدأ ، مثل : «هل من خالق غير الله» خالق : اسم مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ ، وقد يكون محله النّصب على أنه مفعول به ، مثل : «تأمل أسئلة الامتحان قبل الجواب عنها ، وتأمل أجوبتك عليها هل ترى فيها من قصور». فكلمة