فالمصدر «قطعا» : مفعول مطلق لفعل محذوف وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا. والمصدر «حقّا» : يؤكد مضمون ما قبله والتقدير حق ذلك حقا.
ومنها الأسلوب الذي يكون المصدر فيه دالّا على التّشبيه بعد جملة تشتمل على معناه وعلى فاعله المعنويّ ، مثل : «هذا المغني له صوت صوت البلبل» ، أي : له صوت يشبه صوت البلبل أو يصوّت صوت البلبل ، وكقول الشاعر :
ما إن يمسّ الأرض إلّا منكب |
|
منه وحرف السّاق طيّ المحمل |
والتقدير : إن له تجافيا كتجافي المحمل. و «طيّ المحمل» مفعول مطلق لفعل محذوف. وهناك مصادر متروك فعلها أو لا فعل لها مثل : «سبحان الله» أي : «أسبّح الله رحمة» و «ويحا» و «ويسا» ومثل : «ويل زيد» و «ويب زيد» أي : أهلكه الله ، ويله ، وويبه ، أي أهلكه إهلاكا. وقد تكون هذه الكلمات مقرونة بـ «أل» مثل : «الويح للحليف و «الويل للعدو» فتعرب مبتدأ. وقد تعرب خبرا مثل : «المطلوب الويح» أو تكون منصوبة مفعولا به لفعل محذوف مثل قول الشاعر :
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها |
|
بله الأكفّ كأنّها لم تخلق |
فكلمة «بله» مصدر لا فعل له من لفظه فإمّا أن يكون ما بعدها «الأكفّ» مجرورا بالإضافة ، وإمّا أن يكون منصوبا على أنه مفعول به لاسم فعل الأمر «بله» فاعله ضمير مستتر تقديره أنا.
ومنها أيضا مصادر مسموعة مثنّاة مقرونة بضمير المخاطبة أو المخاطب مثل : لبّيك وسعديك والتّقدير : ألبّي تلبية بعد تلبية ، وأسعد سعديك أي : أجيبك ومثل : «حنانيك» في قول العرب : «حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض» أي تحنّن حنانا بعد حنان ومثل : «دواليك» ، مثل : «أقرأ الكتاب وأردّه إليك وتقرأه وتردّه إليّ وهكذا دواليك» أي : تداولا بعد تداول. ومثل : «هذاذيك أي : قطعا بعد قطع ، وحجازيك أي : تمنع مرة بعد مرة. وحذاريك الخائن أي : احذره حذرا بعد حذر. ومن هذه المصادر ما هو مفرد منصوب ملازم للإضافة مثل : «سبحان الله» و «معاذ الله».
ومنها : «سلاما من الأعداء وبراءة» بمعنى : براءة منهم ، ومثل : «حجرا» جوابا لمن يسألك : أتعاشر السّفهاء ، فتقول : حجرا أي : أمنع نفسي وأبرأ منهم ومنها أيضا : «تربا وجندلا» أي : لقي ترابا وجندلا بمعنى ترابا وصخرا. كقول الشاعر :
إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله |
|
دواليك حتى كلّنا غير لابس |
المفعول المعنويّ
اصطلاحا : المفعول اللّغويّ.
المفعول معه
اصطلاحا : هو اسم مفرد ، أي : لا جملة ولا شبه جملة ، فضلة ، أي : ليس عمدة ، قبله «واو» بمعنى «مع» مسبوقة بجملة فيها فعل ، أو ما يشبهه في العمل ، وتلك «الواو» تدلّ نصّا على اقتران الاسم الذي بعدها باسم آخر قبلها في زمن حصول الحدث مع مشاركة الثّاني للأوّل في الزّمن على الأغلب أو عدم مشاركته. فإذا كانت «الواو» لا تدلّ نصّا على المصاحبة ، أو أن العامل يصحّ أن يتسلّط على الاسم بعدها فليست للمعيّة ، وإنّما هي للعطف وحده ، فإذا قلت : «أكلت موزة وبرتقالة» تكون «الواو» للعطف لأنه يصحّ أن تقول «أكلت برتقالة». فمن «واو» المعية القول : «سرت والجبل» ومثل : «أنا سائر والجبل». «الجبل» في