المثل الأول ، مفعول معه والعامل هو الفعل الماضي «سرت» ، وهي في المثل الثاني : مفعول معه والعامل «سائر» هو اسم فاعل من «سار» فهذان العاملان لا يصحّ أن يتسلّطا على الاسم الواقع بعد «الواو» لأن الجبل لا يخضع للسّير.
ملاحظات :
١ ـ إذا وقع بعد «الواو» جملة فليس ما بعدها مفعولا معه ، مثل : «أقبل أخي والناس حوله».
٢ ـ إذا كان الفعل ممّا لا يحصل إلّا من متعدّد فليس في الجملة مفعول معه ، مثل : «تشارك سمير وخليل».
٣ ـ إذا كانت «الواو» لغير المعيّة فليس في الجملة مفعول معه ، مثل : «عرفت صديقي وعدويّ».
٤ ـ إذا أفادت المصاحبة والخبر محذوف فليس في الجملة مفعول معه ، مثل : «الطالب واجتهاده».
٥ ـ إذا كان بعد «الواو» فعل فليس في الجملة مفعول معه ، مثل : «لا تقرأ وتنام».
أحكام العامل : للاسم الواقع بعد «الواو» بالنّسبة للعامل أربع حالات :
١ ـ النّصب ، وعامل النّصب إمّا الفعل أو ما يشبهه ، كاسم الفاعل ، مثل : «أنا سائر والطريق» أو اسم المفعول ، مثل : «الكتاب متروك والطالب» ، والمصدر ، مثل : «الرجل فرح والقائد» ، واسم الفعل ، مثل : «رويد والغاضب».
وقد وردت أساليب مسموعة عن العرب لا يقاس عليها يأتي فيها المفعول معه بعد «ما» أو «كيف» الاستفهاميّتين دون أن يسبقه فعل ، مثل : «ما أنت والرياضة» «كيف أنت والسباحة؟» «الرياضة» : مفعول معه عامله «ما» الاستفهامية ، وقد يتأوّل فعل مكان «ما» فتقول : «ما تكون والرّياضة» ومثل ذلك : «كيف أنت والسّباحة». والتّقدير : كيف تكون والسّباحة.
٢ ـ لا يجوز أن يتقدّم المفعول معه على عامله مطلقا ولا يجوز أن يتوسّط بينه وبين الاسم المشارك له ، فلا يصحّ القول : والطريق سرت ...
٣ ـ لا يجوز أن يفصل فاصل بين «واو» المعيّة والمفعول معه ، ولو كان الفاصل شبه جملة أي :ظرفا أو جارا ومجرورا ، ولا يصحّ حذف واو المعيّة.
٤ ـ إذا أتى بعد المفعول معه تابع وجب أن يراعى عند المطابقة الاسم الذي قبل «الواو» وحده ، مثل : «كنت وزميلا كالأخ».
أحكام الاسم بعد «الواو» : للاسم الواقع بعد الواو بالنّسبة لإعرابه أربع حالات هي :
١ ـ جواز العطف أو النصب على أنه مفعول به والعطف أرجح ، مثل : «أشفق المعلم والمدير على الطالب». فالعطف هنا أرجح لأنه أقوى في المشاركة.
٢ ـ جواز الأمرين والنّصب على المعيّة أرجح ، وذلك للفرار من عيب لفظي ، مثل : جئت والمعلم. فكلمة «المعلم» يجوز فيها الرّفع عطفا على ضمير الرّفع المتّصل في «جئت» كما يجوز فيها النّصب على المعيّة وهذا أرجح ، لأنّ العطف على ضمير الرّفع المتّصل يجب أن يسبقه توكيد بضمير رفع منفصل. فتقول : «جئت أنا والمعلم». أو عيب معنويّ مثل : «لا ترض بالرّفعة والذّلّ». فالمراد ليس النّهي عن أحد الأمرين إنما النّهي عن الأوّل مجتمعا مع الثّاني.