المصدر النائب عن فعله ، مثل :
فصبرا في مجال الموت صبرا |
|
فما نيل الخلود بمستطاع |
وفيه المصدر القائم مقام فعل الأمر وهو قوله «صبرا» قد تكرّر فوجب حذف عامل المصدر.
حذف العامل في الأساليب غير الطلبية : ومن حذف عامل المصدر في الأساليب الإنشائيّة غير الطّلبية أي : في المصادر التي تدلّ على معنى من غير طلب ، مصادر مسموعة عن العرب جارية مجرى الأمثال ، مثل : «حمدا وشكرا لا كفرا» أي : أحمد الله وأشكره ولا أكفر به. ومثل القول عند الشّدّة : «صبرا لا جزعا» أي : اصبر صبرا ولا تجزع جزعا. وكقولك عند التّعجّب : «عجبا» أي : أعجب عجبا. وكقولك عند الحثّ على فعل : «أفعل وكرامة» أي : أفعل ذلك وأكرمك كرامة. وكقولك عند الحثّ على عدم القيام بفعل : «لا أفعله ولا كيدا ولا همّا».
حذف العامل في الأساليب الخبرية : يحذف العامل في هذه الأساليب إذا كان فعلا من لفظ المصدر ومادته ، ويجب أن يشتمل الأسلوب الخبريّ على الغاية في الجملة وتفصيل العاقبة التي توضح أمرا مبهما متضمّنا الجملة قبله ، مثل : «إن شقّ عليك أمر فاسلك طريق الصّالحين فإمّا صبرا على الشّدائد وإمّا حلما على السّرائر». ومثل :
وقد شفّني ألا يزال يروعني |
|
خيالك إما طارقا أو مغاديا |
وفيه «طارقا» : مصدر منصوب بفعل محذوف ناب عنه في تأدية معناه وانتقل إليه الفاعل بعد حذف العامل فصار فاعلا مستترا للمصدر ، ومثل ذلك قول الشاعر :
لأجهدنّ فإمّا درء واقعة |
|
تخشى وإمّا بلوغ السّؤل والأمل |
والتّقدير : فإمّا أدرأ درء واقعة وإمّا أبلغ بلوغ السؤل.
ومن الحذف في الأسلوب الخبريّ ذلك الذي يكون فيه المصدر مكررا أو محصورا ومعناه يكون مستمرا إلى وقت الكلام ، وعامل المصدر واقعا في خبر مبتدأ اسم ذات ، مثل : «المطر سحّا سحّا». المصدر «سحّا» مكرر لذلك حذف عامله ، وكقول الشاعر :
أنا جدّا جدّا ولهوك يزداد |
|
إذا ما إلى اتفاق سبيل |
فالمصدر «جدا» مكرّر والتّقدير : أنا أجد جدّا جدّا ، ومثل : «ما المعلم مع طلابه إلا درسا» ، والتّقدير : إلا يدرس درسا. ومثل : «أأنت سيرا» والتّقدير : أأنت تسير سيرا. المقصود به الاستفهام عن المصدر ، وكقول الشاعر :
تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي |
|
بجارية بهرا لهم بعدها بهرا |
ومنها أن يكون المصدر مؤكّدا لنفسه أي :واقعا بعد جملة هي نصّ في معناه كقول الشاعر :
أموت أسى يوم الرّجام وإنني |
|
يقينا لرهن بالذي أنا كائد |
أي : أتيقّن يقينا. ومثل : «أنت عالم حقا» ، أي : أحقّ ذلك حقا.
ومنها أن يكون المصدر مؤكّدا لغيره ، وهو الذي يقع بعد جملة تحتمل معناه وغيره مثل : «أقطع رأيي قطعا» ، ومثل : «إنه ثوبي حقا».