عامل المفعول المطلق : يكون عامل المفعول المطلق واحدا مما يأتي :
١ ـ الفعل ، مثل : «مشيت مشيا» ، و «قرأت قراءة».
٢ ـ المصدر ، كقوله تعالى : (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً)(١).
٣ ـ ما اشتق من المصدر ، مثل قوله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(٢).
٤ ـ الوصف ، كقوله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا)(٣).
٥ ـ وقد يكون العامل في النّداء هو العامل في نصب المصدر ، كقول الشّاعر :
يا هند دعوة صبّ هائم دنف |
|
منّي بوصل وإلّا مات أو كربا |
والتّقدير : أدعوك يا هند دعوة صبّ ، وكقول الشاعر :
أكابرنا عطفا علينا فإنّنا |
|
بنا ظمأ برح ، وأنتم مناهل |
والتقدير : يا أكابرنا اعطفوا عطفا.
حذف عامل المصدر : قد يحذف عامل المصدر المبيّن للنوع أو للعدد إذا دلّ عليه دليل مقاليّ أو حاليّ. مثل : «هل قدم الزائر؟» فتجيب : قدوما مبكّرا فالدليل مقاليّ ، والتقدير : قدم قدوما مبكّرا. ومثل أن ترى اللصّ قد قتله الشرطيّ ، فتقول : قتلا مميتا ، فالدليل حاليّ والتقدير : قتله قتلا مميتا. ومثل : «هل دقت السّاعة اليوم» فتجيب : «دقّتين» والتقدير : دقّت دقّتين فالدّليل العدديّ مقاليّ. ومثل : إنك ترى المسلمين يدورون حول الكعبة فتقول : «سبع دورات» فالدليل حاليّ عدديّ ، والتقدير : يدورون سبع دورات. أما عامل المصدر المؤكّد فلا يحذف لأن الغرض من هذا المصدر تأكيد معنى عامله لذلك لا يثنّى ولا يجمع ، ولا يرفع فاعلا ، أو ينصب مفعولا به ولا يتقدم على عامله. ولكن يحذف العامل وجوبا عند العرب في الأساليب الانشائية الطلبيّة ، أو الانشائية غير الطلبيّة ، أو الأساليب الخبرية.
حذف العامل في الأساليب الإنشائية الطلبية :
يحذف عامل المصدر المؤكّد إذا دلّ على أمر مثل : «قعودا» أي : اقعدوا قعودا ؛ أو على نهي ، مثل : «صمتا لا تكلّما» أي : اصمتوا صمتا ولا تتكلموا تكلّما. أو دعاء ، مثل : «الحرب قائمة فنصرا يا الله لعبادك المخلصين» أي : انصر يا الله عبادك المخلصين ، ومثل : «قتلا يا الله للأعداء» أي : اقتل يا الله الأعداء قتلا. ومثل : «سقيا ورعيا» والتقدير : اسق يا رب وارع ... وكقول الشاعر :
هنيئا مريئا غير داء مخامر |
|
لعزّة من أعراضنا ما استحلّت |
أو إذا دلّ على استفهام توبيخيّ ، مثل قول الشاعر :
أعبدا حلّ في شعبي غريبا |
|
ألؤما لا أبا لك واغترابا |
وكقول الشاعر :
على حين ألهى النّاس جلّ أمورهم |
|
فندلا زريق المال ندل الثّعالب |
والتقدير : اندل أي : اخطف. وورد تكرار
__________________
(١) من الآية ٦٣ من سورة الإسراء.
(٢) من الآية ١٦٤ من سورة النساء.
(٣) من الآية ١ من سورة الصافات.