أعطي الفقير إلا المال». ويجوز تقديم الثاني مع «إلا» على الأول ، مثل : لا أعطي إلا المال الفقير.
٤ ـ ويتأخر المفعول الأول عن الثاني في مواضع أهمها :
١ ـ إذا كان الأول محصورا بـ «إلّا» ، مثل : «ما أعطيت المال إلا الفقير». ويجوز تقديمه مع «إلا» على المفعول الثاني ، مثل : «ما أعطيت الا الفقير المال».
٢ ـ إذا تضمن المفعول الأول ضميرا يعود إلى المفعول الثاني ، مثل : «أعطيت الحقّ طالبه» وإن كان الثاني هو المشتمل على ضمير يعود على الأول جاز أمران : «أعطيت حقّه الطالب» ، أو «أعطيت سميرا حقّه».
٣ ـ إذا كان المفعول الثاني ضميرا متّصلا والأول اسما ظاهرا ، مثل : «الكاتب أعطيته قلما».
٤ ـ إذا تعدّى الفعل إلى ثلاثة مفاعيل ، فالأول منها ما هو فاعل في المعنى ويراعى في الثاني والثالث الأصل ، وهو المبتدأ والخبر في الأغلب ، فيتقدم ما هو مبتدأ في الأصل ويتأخر عنه ما هو خبر.
٣ ـ حذف المفعول به : المفعول به هو فضلة في الجملة وليس عمدة لأنه لا يؤدّي معنى أساسيّا ، فيمكن الاستغناء عنه من غير أن يفسد المعنى. ولكن قد يؤدّي وجوده إلى ضرورة في المعنى ، فلا يصح الاستغناء عنه ، ولا يصح حذفه ، وقد يحذف لغرض بلاغيّ لفظيّ أو معنويّ. كقول الشاعر :
ما في الحياة لأن تعا |
|
تب أو تحاسب متّسع |
والتقدير : تعاتب المخطىء أو تحاسبه.
فحذف المفعول به لغرض لفظي وهو المحافظة على وزن الشّعر. وقد يكون حذفه لتناسب الفواصل ، أي : الكلمات التي في نهاية الجمل المتصلة اتصالا معنويا ، كقوله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) فحذف المفعول به من الفعل «قلا» والأصل «قلاك» لتناسب الفواصل. وكذلك قول الشاعر :
شكرتك ، إنّ الشكر نوع من التّقى |
|
وما كل من أوليته نعمة يقضي |
والتقدير : يقضي شكرها. وقد يكون حذف المفعول به نوعا من الإيجاز ، مثل : «دعوت المبذّر للاقتصاد فلم يرض ولن يرضى» أي : فلم يرض دعوتي له. وقد يحذف لعدم تعلّق الغرض به ، مثل : طالما حفظت ، وأعطيت ، وأكرمت.
والتقدير : حفظت الدّرس ، وأعطيت المال ، وأكرمت المحسن. وقد يحذف المفعول به لاحتقار صاحبه أو للتّرفّع عن النّطق به أو لاستهجانه ، مثل : احتقرت ، واستهجنت ، والتقدير : احتقرت الذّليل واستهجنت المسيء.
٤ ـ ضرورة وجود المفعول به : إذا كان وجود المفعول به ضروريّا فيجب ذكره ويكون ذلك :
١ ـ إذا كان المفعول به جوابا عن سؤال : ماذا دفعت؟ فتجيب : المال فوجود المفعول به ضروري لأنه المقصود بالإجابة.
٢ ـ إذا كان المفعول به محصورا بـ «إلّا» ، مثل : ما دفعت إلّا المال.
٣ ـ أو إذا كان المفعول به في صيغة التعجب ، مثل : ما أحلى الرّبيع.
٤ ـ إذا كان عامله محذوفا ، مثل : «خيرا لنا» ، «شرا لحسّادنا» ، أي : يجلب ..
٥ ـ حذف عامل المفعول به : يجوز أن يحذف