المستغاث به
اصطلاحا : المستغاث.
المستغاث له
اصطلاحا : هو الّذي تطلب له المساعدة مثل : «يا للكريم للفقير» «الفقير» هو المستغاث له ويسمّى أيضا : المدعوّ له.
حكمه : المستغاث له يأتي بعد المستغاث به المجرور ، ويكون مجرورا بـ «لام» أصليّة مبنيّة على الكسر دائما ، مثل : «يا للنّاس للضّعفاء».
أما إذا كان المستغاث له ضميرا لغير المتكلّم فتفتح «اللّام» ، مثل : «يا للأبرار لنا» ويجوز حذف المستغاث له إذا أمن اللّبس ، كقول الشّاعر :
فهل من خالد إمّا هلكنا |
|
وهل بالموت يا للنّاس عار |
حيث وردت «إمّا» المؤلّفة من «إن» الشّرطيّة مع «ما» الزائدة. وقد حذف المستغاث له والتّقدير : «يا للنّاس للشّامتين». وتعرب «للنّاس» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ المناسبة ، والجارّ والمجرور متعلق بـ «يا» أو بالفعل المحذوف. ويجوز حذف هذه «اللّام» في المستغاث له والتّعويض منها بـ «من» ، ويكون القصد عندئذ التّغلّب عليه ، وإضعاف أمره ، كقول الشاعر :
يا للرّجال ذوي الألباب من نفر |
|
لا يبرح السّفه المردي لهم دينا |
المستغاث به «للرّجال». «من نفر» مستغاث منه مجرور بـ «من» القصد منه التغلب عليهم.
ويجوز أن يكون المستغاث له والمستغاث به ضميرين ، وذلك إذا كان المستغاث به هو المخاطب ويستغيث لنفسه ، مثل : «يا لك لي».
ويمكن أن يكون المستغاث به هو المستغاث له في المعنى ، مثل : «يا لعليّ لعليّ» أي : «أنصف نفسك يا عليّ من نفسك». وإذا وقع بعد «يا» اسم مجرور لا يصلح للنّداء إلا مجازا لأنه غير عاقل ، وليس بعده ما يمكن أن يكون مستغاثا له ، جاز فتح «اللّام» أو كسرها. فالفتح على اعتبار الاسم مستغاثا به ، والكسر على اعتباره مستغاثا له ، والمستغاث محذوف ، مثل : «يا للمروءة ويا للعجب العجيب». «للمروءة» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة ... و «اللام» يجوز فيها البناء على الفتح أو على الكسر.
٤ ـ أساليب مماثلة : وهناك أساليب مماثلة قد توهم أنها للاستغاثة ولكنّها يؤتى بها بقصد التّعجّب ، كقول الشاعر :
يا لصباح أغبر الأديم |
|
قد طعن الرّبيع في الصّميم |
حيث وردت كلمة «يا لصباح» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة. والجار والمجرور متعلق بـ «يا» أو بالفعل المحذوف.
وليس المقصود بهذه الكلمة الاستغاثة لأنها يقصد منها التّعجّب فقط كقول الشاعر :
ضيّعت قيصر البريّة أنثى |
|
يا لربّي ممّا تجرّ النّساء |
ويمكن عندئذ أن يشتمل المنادى على «لام» الجرّ ، أو يتجرّد منها ، فيعوّض منها بالألف في آخره مثل : «يا عجب» : منادى مبنيّ على الضمّ في محل نصب ... و «يا بدورا» منادى مبنيّ على الضمّة المقدرة على الآخر منع من ظهورها ...