بحسب حاجة العامل قبلها وتكون «إلّا» ملغاة ، مثل : «ما رسب إلا واحد من
التلاميذ» «واحد» فاعل «رسب». ومثل : «ما سمعت إلا أغنية واحدة». «أغنية» : مفعول
به لفعل «سمعت». ومثل : «ما مررت إلا بالمتسابقين» «بالمتسابقين» : جار ومجرور
متعلّق بـ «مررت». ومثل : «ما الصّدق إلا زينة الصّالحين». «الصّدق» مبتدأ مرفوع «زينة»
: خبره ومثل : «ليس العدل إلا شيمة الكرام» «العدل» : اسم «ليس» مرفوع بالضّمّة «شيمة»
خبر «ليس» منصوب بالفتحة ، وكقول الشاعر :
ما المجد
إلّا زخرف أقوال تطالعه
|
|
لا يدرك
المجد إلّا كلّ فعّال
|
ورد الاستثناء
المفرع في صدر البيت وهو «ما المجد إلا زخرف». «المجد» : مبتدأ مرفوع.
«زخرف» : خبره
وفي العجز أيضا وهو «لا يدرك المجد إلا كلّ فعّال» «المجد» : مفعول به لفعل «يدرك»
«كلّ» فاعله. وكقول الشاعر :
بصرت
بالرّاحة الكبرى فلم ترها
|
|
تنال إلا على
جسر من التّعب
|
المستثنى هو
الجار والمجرور «على جسر» متعلّق بالفعل المجهول «تنال». وفي هذا النّوع من
الاستثناء قد يرد التّفريغ بأسلوب جملة القسم التي ظاهرها الايجاب ، ومعناها
النّفي ، وجواب القسم جملة فعليّة ماضوية بعد «إلا» ، مثل : «أقسمت بالله إلّا
نصرت المظلوم». جملة «نصرت المظلوم» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم وهي
جملة ماضوية. وكقول الشاعر :
بالله ربّك
إلّا قلت صادقة
|
|
هل في لقائك
للمشغوف من طمع
|
جملة القسم «بالله
ربّك» ظاهرها الإيجاب ومعناها النّفي والتقدير : ما حلفت بالله إلا قولك صادقة.
وجملة «قلت صادقة» جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
حكم المستثنى
إذا تكرّرت إلّا : قد تتكرّر «إلا» ويكون للمستثنى بعد «إلّا» المكرّرة أحكام :
١ ـ إذا كانت «إلّا»
بعد «واو» العطف فإنها لا تفيد إلا التّوكيد اللّفظي ، ويكون الاسم بعدها معطوفا
على ما قبله بسبب «واو» العطف ، ولا تأثير لوجود «إلّا» في ضبطه ، مثل : «ما ركبت
السيّارة إلا الشّاحنة وإلّا الكبيرة» «الشاحنة» مستثنى منصوب ، أو بدل من «السيارة».
«الواو» : حرف عطف «إلّا» : توكيد للأولى. «الكبيرة» معطوف على الشّاحنة.
٢ ـ إذا كانت «إلّا»
غير مسبوقة «بواو» العطف فتكون للتكرار المحض ، ويكون ما بعدها متّفقا مع ما قبلها
في المعنى والمدلول والإعراب من غير اعتبار لوجود «إلّا» المكرّرة ، مثل : «جاء
الخلفاء إلّا هرون إلا الرشيد» «إلا» الأولى أداة استثناء «هرون» بدل من «الخلفاء»
إذا كانت بالرّفع ومستثنى منصوب إذا كانت بالنّصب. «إلّا» الثانية تكرار للأولى
حرف استثناء «الرّشيد» بالرّفع بدل من «هرون» وبالنّصب مستثنى منصوب أو بدل من «هرون»
، كأنّ «إلا» الثانية غير موجودة.
٣ ـ إذا أتت «إلا»
الثانية أي المكرّرة بغرض استثناء جديد فهي كالأولى من ناحية المعنى وللمستثنى بعد
المكرّرة أحكام عدّة منها :
أ ـ إذا كان
الاستثناء تامّا موجبا ، فالمستثنيات كلّها منصوبة ، مثل : «تلألأت الكواكب إلّا
القمر إلّا المرّيخ ، إلّا الزهرة». «القمر» مستثنى منصوب أو بدل.