ب ـ إذا كان الاستثناء تاما ، غير موجب والمستثنيات كلّها متقدّمة على المستثنى منه نصبت جميعها ، مثل : «تلألأت إلا الزهرة إلا المريخ إلا القمر الكواكب». «الزّهرة» : مستثنى منصوب ومثلها «المريخ» و «القمر». والمستثنى منه «الكواكب» فاعل تلألأت ، متأخر عنها كلّها.
أمّا إذا تأخّرت كلّها فتنصب أيضا ما عدا المستثنى الأول فيكون إما مستثنى منصوبا وإمّا بدلا من المستثنى منه ، مثل : «تلألأت الكواكب إلا القمر إلا المريخ إلا الزّهرة». المستثنيات كلّها متأخرة عن المستثنى منه ، فالمستثنى الأوّل «القمر» يجوز فيه الرّفع على أنه بدل من «الكواكب» والنّصب على أنّه مستثنى منصوب.
ج ـ أمّا إذا كان الاستثناء مفرّغا ، فالمستثنى الأول وحده يخضع لحكم العامل قبل «إلّا» والمستثنيات الباقية تكون منصوبة على الاستثناء ، مثل : «ما نجح إلا المتسابقون إلا المجتهدين إلا المتعلمين». المستثنى الأول «المتسابقون» فاعل «نجح». «المجتهدين» مستثنى منصوب «بالياء» لأنه جمع مذكر سالم. «المتعلمين» مثلها.
حكم المستثنى بعد «ليس» و «لا يكون» :
تنحصر أدوات الاستثناء الأفعال في فعلين فقط هما : «ليس» و «لا يكون». والمستثنى بعدهما واجب النّصب على أنّه خبر لهما ، لأنّهما فعلان من النّواسخ ، وشرط الثاني أن يكون مسبوقا بـ «لا» النّافية ، أمّا اسمهما فهو ضمير مستتر يعود إلى المعنى السّابق. وجملة النّاسخ في محل نصب حال أو استئنافيّة ، أي : لا علاقة لها بالجملة قبلها ، بل يكون لها علاقة معنويّة.
والاستثناء «معهما» يكون تامّا متّصلا موجبا أو غير موجب ، مثل : «كتبت فروضي ليس فرضا أو لا يكون فرضا» «ليس» : فعل ماض ناقص ، اسمه ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره «هو» يعود على جزء من كل يفهم من سياق الكلام والتقدير : حفظت دروسي ليس بعضا منها. أو كتبت فروضي ليس بعضا منها. «فرضا» خبر «ليس» منصوب. وجملة «ليس فرضا» في محل نصب حال ، أو هي جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب ، ومثل ذلك يكون إعراب «لا يكون فرضا».
الأدوات الأفعال والحروف : أدوات الاستثناء التي تكون إما أفعالا أو حروفا هي عدا ، خلا ، حاشا. كلّها بمعنى «جاوز». فإذا تقدّمتها «ما» المصدريّة ، قليلا ما تتقدّم «ما» المصدريّة على «حاشا» ، فهي أفعال ماضوية جامدة ، فاعلها ضمير مستتر وجوبا ، مثل : «أحب الأصدقاء ما عدا المخادعين» «ما» المصدريّة «عدا» فعل ماض جامد مبنيّ على السّكون. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره «هو» «المخادعين» : مفعول به منصوب «بالياء» لأنه جمع مذكّر سالم ، والمصدر المؤوّل من «ما» مع ما دخلت عليه في محل نصب حال على تقدير : أحب الأصدقاء مجاوزين المخادعين ، أو في محل ظرف زمان والتّقدير : أحبّ الأصدقاء حين مجاوزتهم المخادعين. أمّا إذا لم تتقدّمها «ما» المصدريّة فتكون إمّا أفعالا وإمّا حروف جرّ أصليّة ، مثل : «أحبّ الأدباء خلا المخادعين» «خلا» لم تتقدّمها «ما» المصدرية فهي إمّا حرف جر. «المخادعين» اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكّر سالم ، أو فعل ماض. ويكون إعرابها مثل «عدا». ومثل : «أحبّ الأديب حاشا المخادع». «حاشا» إمّا حرف جرّ «المخادع» اسم مجرور بالكسرة. وإمّا فعل ماض جامد «المخادع» مفعول به ....