لا يكتم السرّ إلّا كلّ ذي شرف |
|
والسّرّ عند كرام النّاس مكتوم |
حيث وردت جملة الاستثناء : «لا يكتم السّرّ إلا كلّ ذي شرف» وقد تضمّنت أداة نفي هي «لا». ومن النّفي ما هو معنويّ ، أي : يفهم من المعنى ، مثل : (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ)(١). فمعنى يأبى : لا يريد. وهو معنى النّفي.
أدواته : أدوات الاستثناء ثلاثة أنواع :
١ ـ حرف واحد هو «إلا» مثل : «لا إله إلا الله».
٢ ـ اسمان هما : غير وسوى ، «ما حضر غير سمير». أو سوى سمير.
٣ ـ ثلاثة أدوات تكون أفعالا تارة وحروفا تارة أخرى وهي : عدا ، خلا ، حاشا ، مثل : «أحب العلماء خلا السفهاء». أو عدا ، أو حاشا.
٤ ـ فعلان هما : «ليس» و «لا يكون» ، مثل : حفظت دروسي لا يكون درسا أو ليس درسا.
حكم المستثنى بعد إلّا : للمستثنى بعد إلّا ثلاثة أحكام :
١ ـ إذا كان الاستثناء تامّا موجبا فالمستثنى منصوب ، لا فرق بين أن يكون المستثنى متقدّما على المستثنى منه أو متأخرا عنه ، أو أن يكون الاستثناء متّصلا أو منقطعا ، مثل : «ركض المتسابقون إلا سميرا» «سميرا» مستثنى منصوب أو مفعول به لفعل محذوف تقديره «أستثني» وهو متأخر عن المستثنى منه ، وقد يكون متقدما عليه ، مثل : «حضر إلا سميرا المتسابقون» تقدّم المستثنى مع «إلا» على المستثنى منه وهما من النّوع الواحد ، أي : أن الاستثناء متّصل ، والمستثنى «سميرا» واحد من المستثنى منه. وقد يكون الاستثناء منقطعا أي : المستثنى من غير نوع المستثنى منه ، مثل : «حضر المتسابقون الا سياراتهم». وقد يقع المستثنى جملة فعليّة في المتّصل والمنقطع ، كقوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)(٢) فالمستثنى الواقع بعد «إلّا» هو جملة فعليّة «من تولى» والاستثناء متّصل.
٢ ـ إذا كان الاستثناء تامّا غير موجب ، متّصلا أو منقطعا ، فالمستثنى يتبع حركة المستثنى منه ، فيكون مرفوعا مثله ، أو منصوبا أو مجرورا ، مثل : «ما أكلت طعاما إلا رمّانا» «رمّانا» : مستثنى منصوب أو بدل من «طعاما» ومثل : «ما مررت بالمتسابقين إلا واحد». «واحد» : بدل من «المتسابقين» ، ومثل : «ما مررت باللّاعبين إلا بسياراتهم» «سياراتهم» : مستثنى منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم ، أو بدل من «اللاعبين» مجرور بالكسرة ومثل «ما حضر القوم إلا سميرا أو سمير» «سميرا» مستثنى منصوب بالفتحة «سمير» : بدل من «القوم» مرفوع بالضّمّة. ولا فرق بين أن يتقدّم المستثنى مع «إلّا» على المستثنى منه ، أو يتأخّر عنه ، ويعرب المستثنى المتقدّم حسب ما يتطلّبه العامل قبله ، وتكون إلّا كالملغاة ، والمستثنى منه المتأخّر يكون بدلا ، مثل : «ما أكلت إلا رمّانا طعاما» «رمّانا» : مفعول به لفعل «أكلت» «طعاما» : بدل من «رمانا» ومثل : «ما حضر إلا واحد المتسابقون» «واحد» فاعل «حضر» «المتسابقون» بدل.
٣ ـ إذا كان الاستثناء مفرّغا يعرب ما بعد «إلّا»
__________________
(١) من الآية ٣٢ من سورة التوبة.
(٢) من الآيتين ٢٢ و ٢٣ من سورة الغاشية.