القياس. وهذه لغة من يلزم المثنّى الألف في حالات الإعراب الثلاث من رفع ونصب وجرّ فيعرب بالحركات المقدّرة على الألف للتعذّر ويعربون كذلك الأسماء السّتة بالحركات المقدّرة من ذلك قول الشاعر :
إن أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فقد نصب «أبا» الأولى بالفتحة المقدّرة على الألف ومثلها «أبا» الثانية أما «أبا» الثالثة فهي مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر وجرى مجراها المثنى «غايتاها» منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف. وبعض العرب يعربون المثنّى بالحركات الظاهرة كقول الشاعر :
يا أبتا أرّقني القذّان |
|
فالنّوم لا تألفه العينان |
«القذّان» : فاعل مرفوع بالضمة. ومثله «العينان» : فاعل مرفوع بالضمة ومنهم من يعربها بالألف. والضمة هي حركة النون بعد الألف فقط.
تثنية المقصور
أولا : إذا كان المقصور مما يجب قلب ألفه «ياء» فإنه يثّنى بشروط ثلاثة :
١ ـ أن تكون ألفه فوق ثلاثة ، تقول في «ملهى» : «ملهيان» وفي «مستشفى» : «مستشفيان». وشذّ تثنية «قهقرى» على «قهقران» بإبقاء الألف دون قلبها «واوا» وتثنية «خوزلى» على «خوزلان» شاذّة أيضا.
٢ ـ أن تكون ألفه ثالثة منقلبة عن «ياء» ، مثل : «فتى» و «رحى» ، فتقول : «فتيان» و «رحيان».
كقوله تعالى : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ)(١) «فتيان» : فاعل دخل مرفوع بالألف لأنه مثنّى ، وبعد أن انقلبت ألف المقصور ياء ، ومثل : «دار الرّحيان» و «أدرت الرحيين». ومنهم من يثنيها على «رحوان» فيقولون : «دار الرّحوان». والقياس : «الرّحيان». كما شذّ تثنية «حمى» على «حموان» وبمعنى : حميت المكان حماية.
٣ ـ أن تكون ألفه ، إمّا أصليّة ، أي : غير مبدلة من شيء كما في : «إلى» ، و «على» و «حتى».
وإمّا مجهولة الأصل مثل : «متى» علم لشخص و «بلى» علم لرجل ، لأنه قبل العلميّة لا يثنّى ولا يوصف ، لأنه مبنيّ فتقول : «إليان» و «بليان» و «متيان» و «عليان». ومثل : الدّدا : «الدّديان» و «موسى» تثنّى على : «موسيان» بقلب ألفها «ياء» قياسا أو قلبها «واوا» فتقول : «موسوان» وذلك لأن ألفها مجهولة الأصل : أهي زائدة كألف «حبلى» أم أصليّة ، أم منقلبة ، فإن لفظها بالإمالة تثنّى بالألف بعد الياء المنقلبة عن ألف المقصور فتقول : «موسيان» ، وإن لم تمل ثنّيتها بالألف بعد قلب ألف المقصور «واوا» فتقول : «موسوان».
ثانيا : إذا كان المقصور ممّا يجب قلب ألفه «واوا» تكون تثنيته في موضعين.
١ ـ إذا كانت ألفه مبدلة من «واو» ، مثل : «عصا» ، «قفا» ، «منا» فتقلب «واوا» ثم تضاف إليها علامة التثنية فتقول : «عصوان» ، «قفوان» ، «منوان» ، رفعا ، و «عصوين» ، «منوين» ، «قفوين» نصبا وجرّا. كقول الشاعر :
وقد أعددت للعذّال عندي |
|
عصا في رأسها منوا حديد |
«منوا» مثنّى «منا» قلبت ألفها «واو» ثم ألحقت بالألف علامة المثنّى رفعا أما تثنية «رضا» على
__________________
(١) من الآية ٣٦ من سورة يوسف.