تجيب : «أعلمني المهندس صحيحة» أو يحذف الثاني والثالث معا فتكون الإجابة عن السؤال السابق : «أعلمني المهندس» أو يحذف الثالث فقط فتجيب في مثل : «علمت الأمّ أحدا منتظرا قدومها» عن السؤال : هل علمت الأمّ أحدا منتظرا قدومها؟ : «وأعلمتها زميلا». ومن حذف المفعول الأول فقط ، مثل : «أعلمت كبشك سمينا» أي : أعلمت زيدا ... ويجوز حذف المفعول الثاني والثالث فتقول : «أعلمت زيدا».
المتعدّي إلى مفعول
اصطلاحا : هو الفعل المتعدّي إلى مفعول واحد أي : الذي لا يكتفي بفاعله ، كقوله تعالى : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ)(١) راجع : الفعل المتعدّي.
المتعدّي إلى مفعولين
هو على نوعين : الأول : هو الذي يتعدّى الى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا ، مثل : «كسا» ، «منح» ، «أعطى» ... كقوله تعالى : (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً)(٢) وهذه الأفعال قد تقتصر على نصب مفعول واحد أو تتعدّى الى مفعولين. قال سيبويه : الذي يتعداه فعله إلى مفعولين ، فإن شئت اقتصرت على المفعول الأول ، وإنّ شئت تعدّى الى الثاني ، كما تعدّى الى الأوّل. ومن ذلك قوله تعالى : (اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً)(٣) والتقدير : اختار موسى من قومه. ومثل ذلك قولك : «سمّيته خالدا» و «دعوته خالدا» «دعوت» بمعنى : «سمّيت». وكقول الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه |
|
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
حيث عدي الفعل «أستغفر» الى مفعولين. والقياس : «أستغفر الله من ذنب» ومثل :
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب |
عدّي الفعل «أمر» إلى مفعولين والأصل : أمرتك بصنع الخير. وكقول الشاعر :
آليت حبّ العراق الدهر أطعمه |
|
والحبّ يأكله في القرية السّوس |
والتقدير : على حبّ العراق.
والثاني : هو الذي يتعدّى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، وهو على أنواع : نوع يفيد الظنّ ، وهو : «ظنّ» ، «وحجا» ، «وعدّ» ، «وجعل» ، «وهب». ونوع يفيد اليقين ، وهو : «علم» بمعنى : اعتقد ، «وجد» ، «ألفى» ، «درى» ، «تعلّم» ، بمعنى : «اعلم». ونوع يفيد الظّنّ واليقين معا ، وهو : «ظن» ، «حسب» ، «خال» ، «رأى». ونوع يفيد التّحويل وهو : «صيّر» ، «ردّ» ، «جعل» ، «وهب» ، «تخذ» ، «اتّخذ».
ملاحظات :
١ ـ تسمّى الأنواع الثّلاثة الأولى أفعال القلوب لأن معناها يتأتّى بالقلب أو بالفعل.
٢ ـ كلّ هذه الأفعال تتصرّف تصرّفا كاملا ما عدا : «هب» ، «وتعلّم» ، فانّهما يلزمان صيغة الأمر.
٣ ـ كلّ هذه الأفعال تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.
__________________
(١) من الآية ٣٤ من سورة هود.
(٢) من الآية ١٤ من سورة المؤمنون.
(٣) من الآية ١٥٥ من سورة الأعراف.