«حسرات». وكقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً)(١) وفيها الفعل «يريكهم» تعدّى إلى ثلاثة مفاعيل : الأول هو ضمير المخاطب «الكاف» والثاني هو ضمير الغائبين «هم» والثالث قليلا. ومثله الفعل «أراكهم» في الآية عينها ، ومثل :
نبّئت نعمى على الهجران عاتبة |
|
سقيا ورعيا لذاك العاتب الزّاري |
وفيه «نبئت» تعدّى الى ثلاثة مفاعيل : الأول هو نائب الفاعل «التاء» والثاني «نعمى» ، والثالث «عاتبة». وكقول الشاعر :
وما عليك إذا أخبرتني دنفا |
|
وغاب بعلك يوما أن تعوديني |
ومثل :
أو منعتم ما تسئلون فمن حد |
|
دثتموه له علينا الولاء |
حيث نصب الفعل «حدّثتموه» ثلاثة مفاعيل : الأول ، هو نائب الفاعل «التاء» ، والثاني «الهاء» ، والثالث الجملة الاسميّة «له علينا الولاء» ، ومثل :
وأنبئت قيسا ولم أبله |
|
كما زعموا خير أهل اليمن |
حيث نصب الفعل «أنبئت» ثلاثة مفاعيل : الأول نائب الفاعل «التاء» ، والثاني «قيسا» ، والثالث «خير» وكقول الشاعر :
وخبّرت سوداء الغميم مريضة |
|
فأقبلت من أهلي بمصر أعودها |
«خبّرت» له ثلاثة مفاعيل : «التاء» ، وسوداء ، و «مريضة». وكقول الشاعر :
نبئت زرعة والسّفاهة كأسمها |
|
يهدي إليّ غرائب الأشعار |
«نبئت» له ثلاثة مفاعيل هي : «التاء» ، و «زرعة» ، وجملة «يهدي».
وقد يأتي المفعول الأول بعد «نبّأ» مغنيا عن الثاني والثالث ، وذلك إذا علّق عمل النّاسخ باللّام ، كقوله تعالى : (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)(٢) وكقول الشاعر :
وأنت أراني الله أمنع عاصم |
|
وأرأف مستكفى وأسمح واهب |
حيث ألغى الشاعر عمل «أرى» في المفعولين «أنت أمنع عاصم» لأنه توسّط بينهما ولو أنه رتّب المفاعيل الثلاثة بعد «أرى» لقال : أراني الله إياك أمنع ... ومثل :
حذار فقد نبئت إنّك للّذي |
|
ستجرى بما تسعى فتسعد أو تشقى |
حيث أتى الفعل القلبي «نبّئت» مقتصرا على نصب مفعول واحد من الثلاثة وهو الضمير المتّصل الواقع نائب فاعل ، وعلّق عمله في الثاني والثالث باللّام الواقعة قبل اسم الموصول «الذي».
ويجوز إلغاء العامل بالنّسبة للمفعول الثاني والثالث مع الفعلين «أعلم» و «أرى» إذا توسّطا ، أو تأخّرا عنهما ، مثل : «أعلمني المهندس البناية صحيحة سليمة» فالفعل «أعلمني» نصب ثلاثة مفاعيل : الأول «الياء» ، والثاني «البناية» والثالث «صحيحة».
ويجوز أن يحذف المفعول الثاني وحده بعد السؤال هل علمت حالة البناية؟
__________________
(١) من الآية ٤٣ من سورة الأنفال.
(٢) من الآية ٧ من سورة النبأ.