«بعد» فكفّتها عن العمل ، والأصل أن يكون ما بعدها مجرورا بالإضافة ، وبعد دخول ما عليها ارتفع الاسم على الابتداء «أفنان» مبتدأ.
٣ ـ قد تكون «ما» موصولا اسميا أو حرفيا عند عدم وجود قرينة تدلّ على مصدريتها ، مثل : «سرّني ما قلت» أي : سرني قولك ، أو سرّني الذي قلته.
٤ ـ يجب أن تكون «ما» موصولا حرفيا إذا كان بعدها فعل لازم أو فعل متعد مستوف لمفعوله كقوله تعالى : (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ)(١) «ما» موصول حرفي لأننا لا نستطيع تقدير عائد بعدها.
٥ ـ رأى الأخفش كما رأى بعض الكوفييّن من النّحاة أن «ما» اسم موصول فأعادوا عليها ضمير المصدر المؤوّل بعدها ، ففي المثل : «سرّني ما قلت» يكون التقدير سرّني القول الذي تقوله. أما البصريّون فيرون أنها موصول حرفي ويقدّرون المثل : «سرّني قولك». وردّ قول الأخفش والكوفييّن أنه لا يقدّر دائما الضّمير العائد الى الموصول الاسميّ بدليل قول الشاعر :
أليس أميري في الأمور بأنتما |
|
بما لستما أهل الخيانة والغدر |
إذ لا يسوغ تقدير ضمير عائد الى اسم الموصول من صلته ، من ضمير المصدر.
ما المصدريّة الزّمانيّة
اصطلاحا : هي التي تقدّر قبلها كلمة تدلّ على ظرف مبهم غير محدود ، مثل : زمان ، وقت ، دهر ، حين ... كقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٢) والتقدير : مدّة دوامي حيّا ، وتسمى أيضا : ما المصدريّة الظّرفيّة ، ما التّوقيتيّة.
ما المصدريّة الظرفيّة
اصطلاحا : ما المصدريّة الزمانيّة ، وذلك لأنها تقدّر بالظّرف وبالمصدر.
ما المصدريّة غير الزّمانيّة
اصطلاحا : هي ما المصدرية بدون الدّلالة على الظّرف أو الوقت ، كقوله تعالى : (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ)(٣) والتقدير : كإيمان.
ما المغيّرة
اصطلاحا : هي التي تغيّر معنى الكلمة التي تدخل عليها فإذا دخلت «ما» على «لو» يتغيّر معناها من الشّرط إلى التّحضيض ، كقوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ)(٤) وإذا دخلت على «حيث» غيرت معناها من الظّرفية الى الشّرطيّة.
كقوله تعالى : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)(٥) حيث تدلّ على الظّرفيّة المكانيّة ، وبدخول «ما» عليها تصير «حيثما» الشّرطية ، كقوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(٦).
ما الموجبة
هي التي تدخل على الفعل المتضمّن معنى النفي ، فتجعله موجبا ، مثل قول الشاعر :
ما زال يوقن من يؤمّك بالغنى |
|
وسواك مانح فضله المحتاج |
حيث أن «زال» معناها النّفي ودخلت عليها «ما» التي تفيد النّفي ، فنفي النفي إثبات ومثل :
__________________
(١) من الآية ٢٥ من سورة التوبة.
(٢) من الآية ٣١ من سورة مريم.
(٣) من الآية ١٣ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ٧ من سورة الحجر.
(٥) من الآية ١٩١ من سورة البقرة.
(٦) من الآية ١٤٤ من سورة البقرة.