حيث أتت «زائلا» بصيغة اسم الفاعل وقد تقدّمها نفي بكلمة «لست». فاسم «زائلا» ضمير مستتر تقديره : أنا ، وخبرها جملة «أحبّك».
ولا تعمل «ما زال» عمل «كان» إلّا إذا تقدّمها نفي أو نهي أو دعاء ، كقول الشاعر :
صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو |
|
ت فنسيانه ضلال مبين |
حيث تقدّم النّهي بـ «لا» على «تزل» فاسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وخبرها ، «ذاكر» ، منصوب بالفتحة ، وكقوله تعالى : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(١) حيث تقدّم النّفي بـ «لا» على «يزالون» التي وردت بلفظ المضارع.
«يزالون» مضارع مرفوع بثبوت النون. و «الواو» اسم «ما يزال». «مختلفين» خبر «ما يزال» منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، وكقول الشاعر :
ألا يا اسلمي يا دارميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر |
حيث تقدّم الدّعاء بلفظ «لا» على «زال».
«القطر» اسم «زال» مرفوع بالضّمّة «منهلّا» : خبر «ما زال» منصوب.
يجوز تقديم الخبر على الاسم ولكن لا يجوز تقديم خبر «ما زال» عليها ، إنما يجوز أن يتقدّم الخبر فيفصل بين «ما» و «زال» وهذا قليل. ومنه القول : «ما عادلا زال عمر». «عادلا» : خبر «زال» تقدّم» عليها ، ولكن بعد «ما».
لا يأتي الفعل النّاقص «ما زال» «تامّا» وهو يلزم النقص.
ملاحظة : «ما زال» النّاقصة يكون مضارعها «ما يزال». وتتقيّد به ، لأن «زال» مضارع «يزيل».
بمعنى : «ماز» ومصدره «الزّيل» فهو تام ويتعدى إلى مفعول واحد. تقول : «زال الدرهم» أي : ماز صحيحه من فاسده. ولأنّ «زال» مضارع «يزول» بمعنى الانتقال والزّوال هو فعل تامّ أيضا تقول : «زال البرد» أي : انته ، انتقل. «زال» فعل ماض تامّ. البرد : فاعل مرفوع.
ما سمّي به
ويسمّى أيضا : المسمّى به. وله في لغة الاصطلاح مواضع عدّة منها :
أولا : في العلم المنقول سواء أكان العلم من المركّب الاسناديّ ، مثل : «جاء جاد الحقّ» أو من الملحق به ، مثل : «جاء ربّما». «ربما» : اسم علم لرجل. أو من العلم المنقول عن كلمة مبنيّة مثل «جاء حيث». وتقدّر حركات الإعراب كلّها على هذا العلم والمانع من ظهورها الحكاية. فنقول في إعراب «جاء جاد الحقّ» : «جاء» فعل ماض مبني على الفتح ؛ «جاد الحقّ» : فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة على آخره منع من ظهورها حركة الحكاية. وفي : «جاء ربما» : «ربما» : فاعل مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية.
ثانيا : في المثنّى العلم. إذا كانت تسمية الفرد بلفظ المثنّى بقصد بلاغيّ كالمدح أو الذّمّ مثل : «رأيت بدرين» و «سلّمت على زيدين» و «صافحت جبران». ويكون إعراب هذا العلم على ثلاثة وجوه :
١ ـ إما أن يعرب إعراب المثّنى : ففي «رأيت بدرين» : «بدرين» مفعول به منصوب بالياء لأنه مثّنى. وفي «جاء بدران» : «بدران» : فاعل مرفوع بالألف لأنّه مثنى وفي : «سلّمت على زيدين» :
__________________
(١) من الآية ١١٨ من سورة هود.