حيث بطل عمل «ربّ» لدخول «ما» عليها فدخلت على الجملة الاسميّة. «الجامل» : مبتدأ. وشبه الجملة «فيهم» متعلّق بالخبر. وقد تدخل «ما» على «ربّ» دون أن تكفّها عن العمل ، كقول الشاعر :
ربما ضربة بسيف صقيل |
|
بين بصرى وطعنة نجلاء |
٤ ـ تدخل على الأفعال : «كثر» ، و «قلّ» ، و «قصر» فتكفّها عن طلب الفاعل مثل : «كثر ما زرتك» و «قصر ما لاقيتك» و «قلّ ما تحدثت إليك».
٥ ـ وتدخل على الظّرف «بين» فتكفّه عن الإضافة ، كقول الشاعر :
وبينما المرء في الأحياء مغتبط |
|
إذ هو في الرّمس تعفوه الأعاصير |
الثالث : تزاد لتكون مهيّئة ، وهي الكافّة لـ «إنّ» وأخواتها و «ربّ» و «في» إذا وليها الفعل. كقوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(١) وكقوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(٢). حيث بطل عمل «ربّ» لدخول «ما» عليها فهيّأتها لدخولها على الفعل لذلك سميت «ما» المهيئة وهي في الحقيقة نوع من أنواع «ما» الكافة فكلّ مهيئة كافّة ولا عكس.
الرابع : تكون «ما» نكرة تامّة بمعنى «شيء» وتفيد إمّا التعظيم والتّهويل ، كقول الشاعر :
عزمت على إقامة ذي صباح |
|
لأمر ما يسوّد من يسود |
أو التّحقير كقولك لمن يفخر بعطاياه : «وهل أعطيت إلا عطية ما». أو التنويع ، مثل : «سايرته مسايرة ما».
ملاحظات
١ ـ اختلف النّحاة حول «ما» فمنهم من ذهب إلى اسميتها ومنهم من رأى حرفيّتها ، قال ابن مالك : والمشهور أنها حرف زائد منبهة على وصف لائق بالمحلّ. وقال غيره : إنّها اسم ، وهي صفة بنفسها. وقول ابن مالك أجدر بالحقيقة لأن زيادة «ما» عوضا من محذوف ثابت في كلامهم ، وليس في كلامهم نكرة موصوف بها جامدة كجمود «ما» إلّا وهي مردفة بمكمّل ، مثل : «مررت بانسان مخلص أيّ مخلص».
٢ ـ تكون «ما» عوضا من فعل محذوف ، مثل : «أمّا أنت منطلقا انطلقت» والتّقدير : لأن كنت منطلقا انطلقت. فحذفت لام التّعليل ، وحذفت «كان» للتخفيف فانفصل الضمير المخاطب المتّصل بـ «كان» وجعلت «ما» بدلا من «كان» المحذوفة.
٣ ـ تكون «ما» عوضا من الإضافة إذا اتصلت بالظّرفين : «حيث» و «إذ» وعندئذ يتحولان إلى اسم شرط جازم فعلين. و «ما» هي العوض عن المضاف إليه. فتقول : «حيثما تكونوا نتصل بكم لزيارتكم».
أسماؤها الأخرى : ما المؤكّدة. ما الكافّة.
ما زال
فعل ماض ناقص إذا كان بمعنى «استمر» ، ومضارعه «يزال» ، ولا يعمل إلا بصيغة الماضي والمضارع ، فلا يؤخذ منه أمر ولا مصدر ، وقد يعمل بصيغة اسم الفاعل ، كقول الشاعر :
قضى الله يا أسماء أن لست زائلا |
|
أحبّك حتى يغمض العين مغمض |
__________________
(١) من الآية ٢٨ من سورة فاطر.
(٢) من الآية ٢ من سورة الحجر.