فتفيد معنى النّفي مثل : «ليس» دون أن تعمل عملها. كقول الشاعر :
ما الخير صوم يذوب الصّائمون له |
|
ولا صلاة ولا صوف على الجسد |
«ما» معناه النّفي مثل : «ليس» ولا تعمل عملها. لذلك «الخير» : مبتدأ «صوم» : خبره.
ما التّوقيتيّة
اصطلاحا : هي ما المصدريّة الزمانيّة ، أي : التي تقدّر قبلها كلمة تدل على زمان مثل : «وقت» ، «مدّة» «زمان». كقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(١) والتقدير : مدّة دوامي حيّا. «ما» المصدريّة الظرفيّة.
ما جمع بألف وتاء
اصطلاحا : هو جمع المؤنث السّالم ، كقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ)(٢).
ما الحجازيّة
اصطلاحا : هي عند أهل الحجاز تعمل عمل «ليس» أي : تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول وتسميه اسمها وتنصب الثاني وتسميه خبرها ، وذلك بشروط :
١ ـ ألّا يتقدم خبرها على اسمها فإذا تقدم الخبر على الاسم فلا تعمل ، كقول الشاعر :
وما خذّل قومي فأخضع للعدى |
|
ولكن إذا أدعوهم فهم هم |
حيث بطل عمل «ما» الحجازيّة فلا تعمل عمل «ليس» لأن الخبر «خذّل» تقدم على الاسم ، «خذّل» : خبر مقدم. «قومي» : مبتدأ مؤخر ، مرفوع بالضّمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ... «وياء» المتكلم : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أمّا قول الشاعر التّالي ، ففيه خلاف :
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم |
|
إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر |
فمنهم من قال بنصب «مثلهم» خبر «ما» رغم تقدمه على اسمها ، ومنهم من أنكر ذلك فرفعه ، على أنه خبر مقدّم. «بشر» : مبتدأ مؤخر.
٢ ـ ألا يتقدّم معمول خبرها على اسمها ، وإلّا فتهمل. أمّا إذا كان معمول الخبر شبه جملة ، أي : ظرفا أو جارا ومجرورا فيجوز أن تعمل ، فتقول : «ما بك أنا مسرورا» «أنا» ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع اسم «ما» «مسرورا» : خبر «ما» منصوب. فعملت «ما» رغم تقدّم الجار والمجرور «بك» الذي هو معمول الخبر على الاسم ، أمّا إذا تقدّم معمول الخبر على الخبر نفسه دون الاسم ، فلا يبطل عملها مثل «ما أنا رأيك معاندا» «رأيك» مفعول به للخبر «معاندا» تقدّم معمول الخبر على الخبر نفسه فلم يبطل عمل «ما». وأمّا قول الشاعر :
وقالوا تعرّفها المنازل من منى |
|
وما كلّ من وافى منى أنا عارف |
ففيه خلاف. إذا اعتبرنا «كلّ» مفعول به لاسم الفاعل «عارف» ، فيبطل عمل «ما» لتقدم معمول الخبر على الاسم. ومنهم من يعتبر ورود «كلّ» بالرّفع وتعرب «كلّ» اسم «ما» مرفوعا ، والجملة الاسميّة «أنا عارف» خبرها.
__________________
(١) من الآية ٣١ من سورة مريم.
(٢) من الآية ٢٣ من سورة النساء.