تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(١). والتقدير : فعلوا به ما فعلوا من الأذى.
ملاحظة : «لمّا» الجازمة لا يليها إلا فعل مضارع لفظا ماض معنى. والاستثنائية يليها فعل ماض في اللفظ مستقبل المعنى ، أما التّعليقيّة فلا يليها إلا الفعل الماضي لفظا ومعنى ، أو الفعل المضارع المنفي بـ «لم» ، أو غير منفيّ عند ابن مالك.
لمّا التوقيتيّة
اصطلاحا : هي لمّا الحينيّة.
لمّا الجازمة
اصطلاحا : هي من الأدوات التي تجزم فعلا واحدا. وتفيد النّفي ، والقلب ، والاستغراق كقوله تعالى : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٢) ونفيها يستغرق كل الماضي حتى يتصل بالحاضر ، ثم إنها تقلب زمن المضارع من الحاضر والمستقبل الى الماضي.
لمّا الحينيّة
هي ظرف بمعنى «حين» وتقتضي جملتين الثانية منهما يتعلق وجودها بوجود الأولى ومترتبة عليها ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ)(٣) وتسمّى أيضا : لمّا الظرفيّة ، لما التوقيتيّة. لمّا الوجوديّة. وبعض النحاة يعتبرها حرف وجود لوجود.
لمّا الظّرفيّة
اصطلاحا : لمّا الحينيّة.
لمّا الوجوديّة
اصطلاحا : لمّا الحينيّة. وسمّيت كذلك لأنها تعلق وجود الجملة الثانية على وجود الأولى.
لن
يرى الخليل أن لفظة «لن» مركّبة من «لا أن» فحذفت همزة «أن» للتخفيف ، ثم حذفت الألف من «لا» منعا من التقاء ساكنين ، وردّ هذا القول بوجوه منها :
١ ـ أن البساطة أصل ، والتركيب فرع ، فلا يدّعى إلا بدليل قاطع.
٢ ـ لو كان أصلها «لا أن» لما جاز تقديم معمول معمولها عليها في مثل : «زيد ألن أضرب».
٣ ـ إذا كان أصلها «لا أن» فيجب أن تكون «أن» وما بعدها مؤوّلة بمصدر ولا يصلح ذلك في قولنا : «لن يرسب زيد» لأنه لا يكون كلاما مفيدا.
ملاحظة : يرى الفرّاء أن أصلها «لا» ثم أبدلت ألفها نونا فصارت لن.
حكمها : هي حرف نصب ينصب المضارع بعده ، ويفيد نفيه في المستقبل. كقوله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً)(٤).
لا تدخل «لن» على المضارع «بالسّين» و «سوف». لأن «لن» تفيد النّفي. و «السّين» تفيد الإيجاب ، فلا نقول : «لن سيذهب» ، بل نقول : «سوف لن يذهب».
ولا تقتضي «لن» توكيد النّفي عند بعضهم بينما زعم الزمخشري أنها تفيد توكيد النّفي وردّ قوله
__________________
(١) من الآية ١١ من سورة يوسف.
(٢) من الآية ١٤ من سورة الحجرات.
(٣) من الآية ٦٧ من سورة الإسراء.
(٤) من الآية ٥٥ من سورة البقرة.