تعالى : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ)(١).
٥ ـ أن منفي «لمّا» جائز حذفه لدليل ، مثل : «فجئت قبورهم بدءا ولمّا». أي : ولمّا أكن بدءا قبل ذلك ؛ في قول الشاعر :
فجئت قبورهم بدءا ولمّا |
|
فناديت القبور فلم يجبنه |
٦ ـ وتدخل «لمّا» على الماضي لفظا لا معنى ، مثل : «أنشدك الله لمّا فعلت». أي : ما أسألك إلا فعلك.
لمّا الاستثنائيّة
هي حرف استثناء بمعنى «إلّا» وتأتي إما بعد القسم ، كقول الشاعر :
قالت له : بالله ، يا ذا البردين |
|
لمّا غنثت نفسا أو اثنين |
أو بعد النّفي ، كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٢) وعندئذ تدخل على الجملة الاسميّة كالآية السابقة ، أو على الجملة الفعليّة كالبيت السابق. «ولمّا الاستثنائيّة قليلة الدّور ويجب أن يقتصر على سماعها دون أن يقاس عليها.
لمّا الاستغراقيّة
اصطلاحا : هي لمّا الجازمة.
لمّا التّعليقيّة
هي التي تقتضي جملتين يتعلّق وجود الثّانية على وجود الأولى ، مثل : لمّا زرته أكرمني» واختلف في تقدير «لمّا» فمنهم من يرى أنها ظرف بمعنى : «حين» ومنهم من قال : إنها حرف وجود لوجود. أما من قال : إنها ظرف. فعلى أنها تلازم الإضافة إلى الجملة وتختص بالماضي. وقال المرادي : إنها حرف لأوجه : أحدها ، أنها ليس فيها شيء من علامات الأسماء ، والثاني ، أنها تقابل «لو» والثالث ، أنها لو كانت ظرفا لكان المكان العامل فيها جوابها ، ويلزم من ذلك أن يكون الجواب واقعا فيها ، كقوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا)(٣) والتقدير : أنهم أهلكوا بسبب ظلمهم لا حين ظلمهم. والرابع ، أنها تشعر بالتّقليل كما في الآية السّابقة. والخامس ، أن جوابها قد يقترن بـ «إذا» الفجائيّة كقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ)(٤). ولمّا التعليقيّة لا يليها إلّا فعل ماض مثبت ، أو مضارع منفيّ بـ «لم». وقد تزاد بعدها «أن» كقوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ)(٥) وكقوله تعالى : (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ)(٦) حيث وقع جوابها «أعرضتم» فعلا ماضيا وقد يكون جوابها مضارعا منفيا بـ «لم» مثل : «لمّا جاء زيد لم يقم عمرو» أو جملة اسمية مقرونة بـ «إذا» كقوله تعالى : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ)(٧) أو جملة اسميّة مقرونة بالفاء كقوله تعالى : (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ)(٨) أو جملة مضارعيّة كقوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(٩) وقد يحذف جوابها ، كقوله
__________________
(١) من الآية ٨ من سورة ص.
(٢) من الآية ٤ من سورة الطارق.
(٣) من الآية ٥٩ من سورة الكهف.
(٤) من الآية ٤٧ من سورة الزخرف.
(٥) من الآية ٩٦ من سورة يوسف.
(٦) من الآية ٦٧ من سورة الإسراء.
(٧) من الآية ٦٥ من سورة العنكبوت.
(٨) من الآية ٣٢ من سورة لقمان.
(٩) من الآية ٧٤ من سورة هود.