٣ ـ التنبيه كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(١).
٤ ـ التّعجّب ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٢).
ملاحظات :
١ ـ إذا وقعت «الواو» و «الفاء» بعد «لم» المسبوقة بهمزة الاستفهام فهما للعطف ، مثل : «ألم أقل لك وألم أنبّهك» ومثل : «ألم يأت زيد فألم يأت عمر».
٢ ـ وردت «لم» في الشّعر مهملة أي : بدون أن تجزم المضارع بعدها كقول الشاعر :
لو لا الفوارس من ذهل وأسرتهم |
|
يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار |
فالفعل «يوفون» مرفوع بثبوت النون بعد «لم» ربّما كان هذا من قبيل الضّرورة الشعريّة ، أو ربّما يكون لغة من لغات العرب الذين لا يجزمون بـ «لم».
٣ ـ في لغات بعض العرب ما يكون منصوبا بـ «لم» ، كقراءة من قرأ قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)(٣). وكقول الشاعر :
في أيّ يوميّ من الموت أفرّ |
|
أيوم لم يقدر أم يوم قدر؟ |
٤ ـ تفترق «لم» عن «لمّا» بجواز انقطاع نفيها أو اتصاله عن الحاضر ، كقوله تعالى : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٤) والتقدير : ثم كان.
لم
اصطلاحا : لفظ مركّب من «اللّام» حرف جر و «ما» الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها. وقد تدخلها هاء السّكت : «لمه». فتقول : «ذهبت الى بيروت بدلا من دمشق» ، فيسأل : لمه؟ أي : لماذا ذهبت الى بيروت ...
لمّا
حرف جزم من الأدوات التي تجزم فعلا مضارعا واحدا وتفيد اتصال النّفي حتى الوقت الحاضر ، مثل : «وصلت المدينة ولمّا أدخلها». وهي مثل : «لم» تجزم المضارع وتنفيه وتقلبه ماضيا إلا أنها تفارق «لم» بجملة أمور منها :
١ ـ أنها لا تقترن بأداة شرط ، فلا يقال : «إن لمّا تقم» بل يقال : «إن لم تقم أقم».
٢ ـ أن المنفيّ بها مستمر النفي الى الحاضر ، أما منفي «لم» فيحتمل الاتصال والانقطاع كقوله تعالى : (لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٥). ولهذا جاز أن نقول : «لم يكن ثم كان». ولكن لا يجوز أن نقول : «لمّا يكن ثم كان» بل يقال : لمّا يكن «وقد يكون».
٣ ـ الغالب في منفيّ «لمّا» أن يكون قريبا من الحال بخلاف منفي «لم» كقول الشاعر :
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل |
|
وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق |
٤ ـ أن منفيّ «لمّا» متوقّع بخلاف منفي «لم». كقوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)(٦) وكقوله
__________________
(١) من الآية ٦٣ من سورة الحج.
(٢) من الآية ١٤ من سورة المجادلة.
(٣) من الآية الأولى من سورة الانشراح.
(٤) من الآية الأولى من سورة الدّهر.
(٥) من الآية ١ من سورة الدّهر.
(٦) من الآية ٣ من سورة الإخلاص.