تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(١) إذ وقع اللّحن في قراءة من قرأ «ورسوله» والأصل «ورسوله» بالعطف على محل اسم «إن» من الإعراب ، أو «ورسوله» بالعطف على اسم «إنّ». ومثل : استعمال كلمة «متحف» بدلا من «متحف». وقد يتساهل بعض النحاة في استعمال «استلم» بدلا من تسلّم.
لدن
اصطلاحا : «لدن» ظرف يدلّ على مبدأ الغايات الزمانية والمكانية ، وكلّ غاية لا بدّ لها من نقطة ابتداء ونقطة انتهاء وبينهما مسافة زمانيّة أو مكانيّة وتسمى عناصر الغاية الثلاثة «المقدار المكاني» أو «الغاية المكانيّة» أو الغاية الزّمانيّة ، و «لدن» يلازم البناء على السّكون ، مثل : «لا تنس محبّة والديك لدن أنت طفل صغير» وتلازم «لدن» الإضافة إلى مفرد ، مثل : «تذكّر الأمثولة لدن صغرك». أو إلى الجملة ، كقول الشاعر :
صريع غوان شاقهنّ وشقنه |
|
لدن شبّ حتى شاب سود الذّوائب |
وفيه «شاب سود الذوائب» جملة فعلية واقعة مضافا إليه بعد «لدن». وغالبا ما يجرّ الظرف «لدن» بـ «من» فتقول : «لعبت بكرة القدم من لدن العصر حتى المغرب». ويجوز أن يستغني الظرف «لدن» عن الإضافة ، وذلك قبل «غدوة» وتنصب «غدوة» على أنها مشبهة بالمفعول به أو خبرا «لكان» النّاقصة المحذوفة ، والتّقدير : لدن كانت الساعة «غدوة» أو ترفع على أنها فاعل لـ «كان» التّامّة المحذوفة. والتّقدير : لدن كانت «غدوة». كقول الشاعر :
وما زال مهري مزجر الكلب منهم |
|
لدن غدوة حتى دنت لغروب |
وفيه «غدوة» : إما فاعل لكان التامة المحذوفة والتقدير : لدن كانت غدوة ، أو منصوبة على التشبيه بالمفعول به والتقدير : لدن ظهرت أو وجدت غدوة ، أو خبرا «لكان» النّاقصة المحذوفة مع اسمها. ويجوز أيضا أن تكون «غدوة» في محل جر بإضافة «لدن» إليها.
و «لدن» مثل : «عند» في المعنى ، أي : ابتداء الغاية الزّمانيّة أو المكانيّة ولكنها تفارقها في أمور منها : «لدن» دائما مضافة ، إما إلى مفرد أو إلى جملة ويجوز أن تفرد ، أي : تقطع عن الإضافة ، إذا وقعت قبل «غدوة» كما سبق ، أما «عند» فإنها إذا أفردت تصير اسما مجرّدا ، كأن يقول قائل : «عندي ثروة» فيجيب أحدهم : وهل لك عند؟
فتعرب «عند» مبتدأ مرفوع ، خبره شبه الجملة «لك» قبله. ومنها أن «لدن» لا تكون إلا فضلة.
أما «عند» فهي «عمدة» لأنها قد تقع خبرا أو تشترك في تكوينه ، مثل : السفر من عند رفيقي.
«من عند» جار ومجرور خبر المبتدأ ، أو متعلق بالخبر المحذوف. لهذا لا يصح أن تقول : «السفر من لدن رفيقي».
لدى
ومثل «لدن» كلمة «لدى» فهي ظرف يلازم النصب على الظرفيّة ومعناهما «عند» كما تلازم الإضافة إلى المفرد كقول الشاعر :
فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها |
|
لدى السّتر إلّا لبسة المتفضل |
وكقول الشاعر :
__________________
(١) من الآيتين ٣ و ٤ من سورة التوبة.