يجوز فيها النّصب ، فتقول : «قبضت عشرة ليس غيرا» «غيرا» : خبر «ليس» منصوب بالفتحة. أو البناء على الفتح فتقول : «قبضت عشرة ليس غير أو لا غير» «غير» خبر «لا» مبني على الفتح في محل نصب ، والاسم محذوف. كما يجوز فيها الرّفع فتقول : «قبضت عشرة لا غير». «غير» اسم «لا» مرفوع بالضمّة. والمعنى : «قبضت عشرة ليس إلّا».
ويقول الجمهور : لا يجوز الحذف بعد ألفاظ الجحد إلا «ليس». فلا يقال : «أنفقت مائة لا غير» ولكنّ السّماع خلافه. وفي القاموس : قيل :وقولهم : «لا غير» لحن وهو غير جيّد ، ولكنّه مسموع ، كقول الشاعر :
جوابا به تنجو اعتمد فو ربّنا |
|
لعن عمل أسلفت لا غير تسأل |
لكن
اصطلاحا : هي المخففة من «لكنّ» وهي حرف عطف بمعنى : الاستدراك ويكون ذلك بثلاثة شروط :
الأول : أن يكون المعطوف بها اسما مفردا لا جملة ، مثل : «ما أكلت موزا لكن برتقالا». وإن أتى بعدها جملة فهي حرف استدراك وابتداء لا حرف عطف ، كقول الشاعر :
إنّ ابن ورقاء لا تخشى بوادره |
|
لكن وقائعه في الحرب تنتظر |
الثاني : أن لا تكون مسبوقة بالواو. كالأمثلة السابقة. فإن سبقتها الواو تكون حرف ابتداء واستدراك ويقع بعدها جملة إما اسميّة ، كقول الشاعر :
وليس أخي من ودّني رأي عينه |
|
ولكن أخي من ودّني وهو غائب |
وإما فعليّة ، كقول الشاعر :
إذا ما قضيت الدّين بالدّين لم يكن |
|
قضاء ولكن كان غرما على غرم |
الثالث : أن تكون مسبوقة بنفي أو بنهي كالأمثلة السّابقة ، لأن الاستدراك يقتضي أن يكون ما بعد «لكن» مخالفا لما قبلها في الحكم المعنويّ مثل : «لا تصاحب السّفهاء لكن العقلاء». وإذا لم تكن مسبوقة بنفي أو نهي فتكون حرف ابتداء واستدراك لا عطف وقد تكون حرف استدراك إن تلتها جملة رغم كونها مسبوقة بنفي ، وبالواو ، كقوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ)(١).
لكنّ
أصلها : «لكنّ» هي في الأصل حرف مشبّه بالفعل وهو حرف بسيط ، لكن اختلف العلماء في لفظه ، فمنهم من يقول : أصله «إنّ» زيدت عليها «لا» و «الكاف» ، فصارت جميعها حرفا واحدا.
ومنهم من يقول : أصلها : «لكن أنّ» فحذفت الهمزة للتخفيف وحذفت «النون» من «لكن» منعا من التقاء ساكنين ، كما في قول الشاعر :
فلست بآتيه ولا أستطيعه |
|
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل |
حيث وردت «ولاك» أصلها «ولكن» حذفت منها النون منعا من التقاء ساكنين ، وكان من الأفضل تحريك «النون» بالكسر ، وربما حذفها الشاعر للضرورة الشعريّة. وقال آخرون : هي مركبة من
__________________
(١) من الآية ٤٠ من سورة الأحزاب.