محل «لا» مع اسمها ، أو على الاسم فقط باعتبار أصله.
ثانيا : إذا أهملت «لا» الأولى فيجوز أن تكون من أخوات «ليس» ، ويكون الاسم بعدها اسمها مرفوعا ، أو تكون مهملة بدون عمل والاسم بعدها مبتدأ ، أمّا «لا» الثانية فيجوز أن تعمل عمل «إنّ» ، أو أن تجرى مجرى «لا» الأولى من حيث العمل أو الإهمال ، فيكون الاسم بعدها مبنيّا على الفتح باعتبار «لا» النافية للجنس ، أو مرفوعا على أنه اسم «لا» المشبّهة بـ «ليس» ، أو على أنه مبتدأ والخبر محذوف ، كقول الشاعر:
وما هجرتك حتى قلت معلنة |
|
لا ناقة لي في هذا ولا جمل |
حيث أهملت «لا» الأولى فما بعدها «ناقة» إما مبتدأ مرفوع أو اسم «لا» المشبّهة بـ «ليس». وكذلك أهملت «لا» الثانية.
ثالثا : إعمال «لا» الأولى والثانية معا على أنهما من أخوات «إنّ». مثل : «لا حول ولا قوّة إلّا بالله». «حول» اسم «لا» مبني على الفتح ، «قوة» مثلها. وخبرهما محذوف تقديره موجود «إلّا» : أداة حصر «بالله» جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف.
رابعا : إلغاء عملهما معا والاسم بعدهما إما اسم «لا» المشبّهة بـ «ليس» أو مبتدأ ، مثل : «لا حول ولا قوة إلا بالله». «حول» : اسم «لا» المشبهة ب ليس أو مبتدأ و «قوة» مثلها. والخبر محذوف «إلا» أداة حصر «بالله» جار ومجرور متعلق بالخبر.
خامسا : إعمال «لا» الأولى نافية للجنس ، وإلغاء عمل «لا» الثانية باعتبارها حرفا زائدا مؤكدا ، واعتبار ما بعدها منصوبا على أنه معطوف على محل اسم «لا» الأولى ، مثل : لا حول ولا قوّة إلا بالله.
ملاحظات :
١ ـ يجوز دخول همزة الاستفهام على «لا» النافية للجنس ، فلا تتغيّر أحكامها سواء من حيث إعراب الاسم أو بنائه ، أو من حيث أن «لا» مفردة أو مكرّرة ، إنما يصير الأسلوب إنشائيا بعد أن كان خبريا يحتمل الصدق والكذب مثل :
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد |
|
إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي |
حيث دخلت همزة الاستفهام على «لا» النافية للجنس. اصطبار : اسم «لا» مبني على الفتح وشبه الجملة لسلمى خبر «لا». ولا فرق بين أن تكون الهمزة للاستفهام عن النّفي المحض ، مثل : «ألا رجل في البيت» أو مقصود بها التّوبيخ ، مثل : «ألا إحسان للفقير وأنت غنيّ» ، أو مقصود بها التّمني ، مثل : «ألا حسنة فأدفعها للمحتاج» الهمزة مقصود بها التّمنّي. «لا» : النافية للجنس.
«حسنة» : اسم «لا» مبني على الفتح وخبرها محذوف تقديره ألا حسنة موجودة ، وكقول الشاعر :
ألا طعان ألا فرسان عادية |
|
إلّا تجشّؤكم حول التّنانير |
٢ ـ من المستعمل للتّمني : «ألا سلم سلم حقيقيا» ، أي : أتمنّى سلما حقيقيا فتكون «سلم» الأولى اسم «لا» مبني على الفتح و «سلم» الثانية نعت للأولى مبني على الفتح ، أي : بمنزلة التّركيب المزجي بين الاسمين «سلم سلم» ويجوز نصب «سلم» باعتبارها نعتا لمحل اسم «لا»