الأولى. ولا يجوز رفع «سلم» الثانية. وخبر «لا» الأولى محذوف. وله وجه آخر للإعراب وهو أن «ألا» المقصود بها التّمني لا تعمل إلّا في الاسم وخبرها محذوف مثل : «ألا إحسان إحسان حقيقيا».
والتقدير : ألا إحسان إحسانا أي : أتمنى إحسانا.
فتكون كلمة «إحسانا» الثانية مفعولا به لفعل «أتمنى» المقدّر ، ولا يجوز أن يوصف هذا الاسم ، أو أن يعطف عليه بالرّفع.
أما كلمة حقيقيا فيجب نصبها منوّنة باعتبارها نعتا لـ «إحسان» وفي التّمنّي قال الشاعر :
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه |
|
فيرأب ما أثأت يد الغفلات |
٣ ـ قد تكون كلمة «ألا» كلمة واحدة يقصد بها الاستفتاح والتّنبيه ، فلا عمل لها ، وتدخل على الجملة الاسمية ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١) وعلى الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ)(٢). وكما تأتي كلمة واحدة يقصد بها العرض ، أي : طلب الشيء برفق ، مثل : «ألا تأكل معي طعاما لذيذا» أو التّحضيض ، وهو الطّلب بعنف فتختص بالجملة الفعليّة ، مثل : «ألا تخدم وطنك بإخلاص» ، وكقول الشاعر :
ألا رجلا جزاه الله خيرا |
|
يدلّ على محصّلة تبيت |
حيث أتت «ألا» للعرض والتقدير : ألا تروني رجلا.
٤ ـ يجرى على خبر «لا» النافية للجنس ما يجرى على سواه من خبر النّواسخ الأخرى أو خبر المبتدأ من الحذف ، إذ دلّ عليه دليل سواء أكان الخبر شبه جملة ، كقول الشاعر :
إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا |
|
فإصلاح نفسي ، لا محالة ، أوجب |
أي : لا محالة حاصل. أو جملة فعلية ، كالقول : هل من جاهل يرفع وطنه؟
فالجواب : «لا جاهل» والتقدير : لا جاهل يرفع وطنه. وقد يكون الخبر محذوفا مفردا وذلك يكون في الجواب عن السؤال : من القاتل؟
فالجواب : لا أحد ، أي : لا أحد قاتل.
٥ ـ ومن الأساليب التي حذف فيها الخبر القول : «لا إله إلا الله». «لا» : النافية للجنس.
«إله» : اسم «لا» مبني على الفتح وخبرها محذوف وجوبا تقديره موجود. «إلا» : أداة حصر واستثناء. «الله» : يجوز فيها الرّفع باعتبارها بدلا من محلّ «لا» مع اسمها ، أو بدلا من الضمير المستتر في الخبر المحذوف ، أو بدلا من اسم «لا» باعتباره مبتدأ في الأصل ، ويجوز فيها النّصب على الاستثناء. ومثل : «لا حول ولا قوّة إلا بالله». «حول» : اسم «لا» مبني على الفتح.
«ولا» «الواو» : حرف عطف «لا» توكيد «لا» الأولى «قوة» معطوف على حول. اسم «لا» مبني على الفتح ، «إلا» : أداة حصر. «بالله» : جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف تقديره موجود ، أو الجار والمجرور هو الخبر المحذوف ومثل : «لا فوت». «لا» النافية للجنس. «فوت» : اسم «لا» مبني على الفتح ، ومثل : «لا ضرر ولا ضرار».
ملاحظتان :
١ ـ إذا جاء بعد «لا» جملة فعليّة أو اسميّة ، المبتدأ فيها معرفة فتعتبر «لا» مهملة ويجب
__________________
(١) من الآية ٦٢ من سورة يونس.
(٢) من الآية ٨ من سورة هود.