تعالى : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ)(١).
٢ ـ الدّعاء ممن هو أدنى إلى من هو أعلى.
كقوله تعالى : (وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ)(٢).
٣ ـ الطلب بمعنى الالتماس ، وذلك يكون من مساو إلى نظيره. مثل : «انتظرني يا أخي ولا تتأخّر عن موعد اللّقاء».
عملها :
١ ـ تعمل لا الطّلبية الجزم في المضارع بعدها بشرطين : الأول : أن لا يفصل بينها وبين المضارع فاصل ، ويجوز أن يفصل بينهما شبه الجملة ، مثل : «لا اليوم تتأخّر عن سماع الأخبار التلفزيونيّة». أو : «لا في المساء تتأخر عن ...».
والثاني : أن لا يسبقها شرط ، فإن سبقت بأداة شرط فيكون الجزم بأداة الشرط ، وتكون «لا» حرف نفي لا عمل له. مثل : إن لا تكتب فرضك فأنت المسؤول.
٢ ـ يجوز حذف المضارع بعدها ، إذا دلّت عليه قرينة ، مثل : «اعتن بالأطفال إذا كنت تحبّهم وإلا فلا». أي : وإلا فلا تعتن بهم.
٣ ـ يجزم بها المضارع بصيغة الغائب والمخاطب ، مثل : «لا تهمل واجباتك» ومثل : «لا يهمل أحدكم دراسته» والمضارع بصيغة المتكلم المجهول ، مثل : «لا أضرب ولو بمنديل» ومثل : «لا أحترم وأنت بعيد». أما المتكلّم الذي يكون بصيغة المعلوم فجزمه نادر بها.
ملاحظة : يرى بعضهم أن أصل «لا» الطلبية لام الأمر زيد عليها ألف فبنيت على الفتح. وزعم آخرون أنها هي «لا» النافية والمضارع بعدها مجزوم بـ «لام الأمر» مضمرة قبلها.
لا العاطفة
«لا» هي حرف عطف يفيد نفي الحكم عن المعطوف وإثباته للمعطوف عليه ، مثل : «أخي ناجح لا راسب». وكقول الشاعر :
القلب يدرك ما لا عين تدركه |
|
والحسن ما استحسنته النفس لا البصر |
وفيه «لا» الثانية تنفي الحكم عن البصر وتثبته للنفس. وتكون «لا» عاطفة بخمسة شروط :
١ ـ أن يكون المعطوف بها اسما مفردا لا جملة كالأمثلة السابقة ، وكقول الشاعر :
قل لبان بقول ركن مملكة |
|
على الكتائب يبنى الملك لا الكتب |
وفيه «الكتب» اسم مفرد معطوف على «الكتائب». وإذا لم يكن بعدها اسم مفرد فإنها ليست عاطفة والجملة بعدها ليست معطوفة بل مستقلّة ، مثل : «تصان البلاد بالأعمال المثمرة لا تصان بالأقوال الكاذبة».
٢ ـ أن يكون الكلام قبل «لا» موجبا ، ويدخل فيه الأمر والنّداء ، مثل : «يابن الغرّ الميامين أنت شجاع لا جبان». فالكلام قبل «لا» موجب يتضمّن نداء ومثل : «كن شجاعا لا جبانا» فالكلام قبل «لا» موجب يتضمّن «أمرا».
٣ ـ ألا يكون المعطوف بها داخلا في لفظ المعطوف عليه ، فلا نقول : رأيت رجلا لا معلما.
لأن المعطوف «المعلم» داخل في لفظ المعطوف عليه «الرجل».
__________________
(١) من الآية ٤٨ من سورة القلم.
(٢) من الآية ٨٩ من سورة الأنبياء.