ما منعك أن تسجد. وكقوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ)(١) والتقدير :
ليعلم أهل الكتاب. وكقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(٢) والتقدير :والضّالّين. ومثل :
وما ألوم البيض ألّا تسخرا |
|
لمّا رأين الشّمط القفندرا |
والتقدير : أن تسخرا. ومثل : «لا يتساوى في القدر المجتهد ولا الكسول» والتقدير : والكسول.
الثالث : تكون زائدة لفظا ومعنى فوجودها وعدمه سواء كقول الشاعر :
تذكّرت ليلى فاعترتني صبابة |
|
وكاد ضمير القلب لا يتقطّع |
والتقدير : كاد ضمير القلب يتقطع ، وهذا نادر ، ولا يقاس عليه.
لا سيّما
اصطلاحا : عبارة تستعمل إذا كان هناك شيئان متلازمان مشتركان في أمر واحد ، والثاني أكثر قدرا من الأول ، ولا تستعمل بدون «الواو» الاعتراضيّة قبلها ، فتقول : «أكرم الفتيات ولا سيّما المهذّبة».
فإذا كان الاسم بعدها مفردا ، أي : لا مضافا ولا مشبّها بالمضاف ، معرفة ، يجوز فيه الرّفع والجرّ.
فالرّفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي وتكون «ما» : إمّا اسما موصولا في محل جر بإضافة «سيّ» إليه ، والتقدير : أكرم الفتيات ولا سيّ التي هي المهذّبة. وجملة «هي المهذّبة» الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وإما أن تكون «ما» نكرة تامّة بمعنى : «فتاة» أو «بنت» في محل جرّ بالإضافة وتكون الجملة الاسمية «هي المهذّبة» في محل جرّ نعت والتّقدير : أكرم الفتيات ولا سيّ بنت هي المهذّبة. وأمّا الجرّ فعلى أنه بدل ، أو عطف بيان من «ما» باعتبار «ما» كالسّابق إما اسم موصول ، أو نكرة تامّة في محلّ جرّ بالإضافة ، أو على أنه مضاف إليه باعتبار «سيّ» مضاف ، و «ما» : زائدة.
أمّا إذا كان الاسم بعد «ولا سيّما» نكرة فيجوز فيه الرّفع والنصب والجرّ. فالرّفع والجرّ باعتبار ما سبق ، أما النصب فعلى أنه تمييز وتكون «ما» زائدة وفي هذه الحالة تكون «سيّ» اسم «لا» النافية للجنس مبنية على الفتح.
وقد تأتي «ولا سيّما» بمعنى : خصوصا فتقع موقع المفعول المطلق لفعل محذوف تقديره : أخصّ. ويكون ما بعدها إما حالا ، فتقول : «أكرم الفتيات ولا سيّما متعلمة» ، «متعلمة» : حال منصوب أو جملة اسميّة في محل نصب حال ، مثل : «أكرم المعلّم ولا سيّما وهو شيخ» «هو شيخ» جملة اسمية في محل نصب حال ، أو جملة شرطيّة ، فتقول : «أكرم المعلم ولا سيّما إنّ تكلّم» «تكلّم» : فعل ماض مبني على الفتح وهو فعل الشرط. أو شبه جملة ، مثل : «أكرم المعلم ولا سيّما في شيخوخته» «في شيخوخته» : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال والتقدير ولا سيما في حال الشيخوخة. وتعرب «ولا سيّما» في كل هذه الأمثلة مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : أخصّ.
لا الطّلبيّة
اصطلاحا : هي حرف جزم يجزم المضارع ، ويخلّصه للاستقبال.
معانيها :
١ ـ الطّلب ممن هو أعلى لمن هو أدنى. كقوله
__________________
(١) من الآية ٢٩ من سورة الحديد.
(٢) من الآيتين ٦ و ٧ من سورة الفاتحة.