لا الجوابيّة
اصطلاحا : هي التي يجاب بها في النّفي ، هي حرف جواب مبنيّ على السّكون لا محل له من الإعراب ، مثل : «هل أنت قادم لزيارتي؟ لا» والتقدير : لست قادما. فحذفت الجملة بعدها.
وهي بمعنى : ضد «نعم». ويرى فريق من النّحاة أن «لا» ، مثل أحرف الجواب «نعم» وغيرها ، تنوب مناب الجملة.
لا حبّذا
اصطلاحا : هي عبارة تستعمل للذم ، وعكسها «حبّذا» تستعمل للمدح. وتتألف من «لا» حرف نفي ، و «حبّ» فعل ماض. و «ذا» فاعله.
فبدخول «لا» النافية على «حبّذا» تحولت من فعل للمدح إلى فعل للذمّ. ولا يصح أن يحل حرف نفي آخر محل «لا». وقد اجتمع في البيت التالي صيغتا المدح والذم في قول الشاعر :
ألا حبّذا عاذري في الهوى |
|
ولا حبّذا الجاهل العاذل |
ومثل :
ألا حبّذا أهل الملا غير أنّه |
|
إذا ذكرت ميّ فلا حبّذا هي |
«ألا حبذا» صيغة المدح. «لا حبذا» صيغة الذمّ. وتعرب كالآتي : «لا» حرف نفي حبّ فعل ماض مبني على الفتح وفاعله «ذا». وفي هذه الحالة ، تكون «حبّ» بفتح الحاء وتبقى بصورة واحدة هي «حبّذا» في حالتي الذم والمدح ، هي صورة الإفراد والتذكير مهما كان أمر المخصوص مفردا أو مثنّى أو جمعا مذكّرا أو مؤنّثا نقول : «حبذا الطبيب زيد» و «لا حبذا الطبيبة هند». «حبذا الولدان» و «لا حبذا الولدان» و «حبذا الأطباء».
و «لا حبذا الأطباء». وذلك لأن عبارة «حبذا» و «لا حبذا» قد دخلت في باب المثل ، والأمثال لا تتغيّر مطلقا.
وإن كان فاعل «حبّذا» اسما غير «ذا» فلا يلزم صورة واحدة إنما يجب مراعاة المعنى فيكون مفردا أو غير ذلك ، مذكرا أو غير ذلك ، حسب ما يقتضيه المعنى في الجملة. وعندئذ يجوز رفع الفاعل الظاهر أو جرّه بالباء الزائدة في محل رفع فتقول : «حبّت الشمس المنيرة» لا حبّ الولدان الكسولان ، «حبّت الأنوار» أو تقول : حبّ بالزوّار.
لا الزّائدة
هي التي تكون زائدة في الكلام إنما يؤتى بها لتأكيد المعنى وتقويته. وزيادتها على ثلاثة أنواع :
الأول : تكون زائدة لفظا ، ولا محل لها من الإعراب مثل : «سافرت بلا زاد» «لا» زائدة في اللفظ لا في المعنى لأنها تفيد النفي ، ولأن حرف الجر الذي قبلها امتدّ عمله إلى الاسم بعدها.
«زاد» اسم مجرور بالباء.
ومن العرب من يقول : «جئت بلا شيء» على اعتبار «لا» عاملة عمل «إنّ» «شيء» اسم «لا» مبني على الفتح. وهذا شاذ. لأن «لا» النافية للجنس يبطل عملها إذا دخل عليها حرف جر.
وقال آخرون : «لا» في المثل : «جئت بلا زاد» هي اسم بمعنى «غير» وذلك بسبب دخول حرف الجرّ عليها. حملا على اسميّة «عن» و «على» عند دخول حرف الجر عليهما. وهذا القول مرفوض لأن «عن» و «على» لم تأتيا زائدتين فلذلك صحّ أن تكونا اسمين أمّا «لا» فثبتت زيادتها لذلك لا تصح اسميتها.
الثاني : تكون زائدة للتوكيد وتقوية المعنى.
كقوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(١) والتقدير :
__________________
(١) من الآية ١٢ من سورة الأعراف.