وجه التباعد : ويختلفان بأمور عديدة منها :
١ ـ كم الخبريّة تفيد الإخبار بكثرة الشيء المعدود وتختصّ بالماضي ، «أما» كم الاستفهامية فيسأل بها عن المعدود وتكون للماضي وغيره.
٢ ـ لا يتطلب الكلام «بعد» كم الخبريّة جوابا لأنه يفيد الإخبار ، بعكس «كم» الاستفهاميّة.
٣ ـ الكلام في جملة «كم» الخبريّة يحتمل الصدق والكذب ، بخلافه مع «كم» الاستفهاميّة.
٤ ـ تمييز «كم» الاستفهاميّة يكون غالبا مفردا منصوبا أو مجرورا بالإضافة ، أو بـ «من». أمّا تمييز «كم» الخبرية فيكون مفردا مجرورا ، أو جمعا مجرورا ، ولا يكون منصوبا إلّا في بعض حالات الفصل.
٥ ـ إن البدل من «كم» الخبرية لا يقترن بهمزة الاستفهام ، مثل : «كم مالك؟ عشرون بل ثلاثون دينارا». أمّا البدل مع «كم» الاستفهاميّة فيجب اقترانه بهمزة الاستفهام مثل : كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون دينارا ، وإذا كان العدد مجهولا ويسأل عن معرفته ، كقول الشاعر :
كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت عليّ عشارى |
«كم» استفهامية أو الخبرية في محل رفع مبتدأ ، أو نصب على الظرفيّة ، أو نصب مفعول مطلق. «عمّة» يجوز فيها الرفع على أنها مبتدأ والنّصب على التمييز بعد «كم» الاستفهامية والجرّ على أنها تمييز بعد «كم» الخبريّة.
وإذا كانت «كم» في محل نصب على الظّرفيّة يكون تمييزها محذوفا يقدّر مجرورا ، إذا اعتبرت «كم» الخبرية ، ومنصوبا إذا اعتبرت «كم» الاستفهامية. وجملة «قد حلبت علي عشاري» في محل رفع خبر المبتدأ سواء أكان المبتدأ هو «كم» أو هو «عمّة».
٦ ـ أن الاستثناء بعد «كم» الاستفهاميّة يعرب بدلا من «كم» سواء أكانت مرفوعة ، أو منصوبة ، أو مجرورة ، وإذا وقع بعد «كم» الخبريّة فينصب على الاستثناء فقط.
٧ ـ «كم» الخبريّة يعطف عليها بـ «لا» فيقال : كم دراهمك لا ألف ولا ألفان. ومثل : «كم ليرة عندي لا ليرة ولا ليرتان» لأن المعنى أنه لدي كثير من المال. ولا يجوز العطف بـ «لا» بعد كم الاستفهاميّة لأنه لا يعطف بعدها إلّا الموجب.
كما
اصطلاحا : تتألف من كلمتين. «كاف» التشبيه و «ما».
طبيعة «ما» : تكون «ما» إما اسمية أو حرفيّة.
فالاسميّة تكون على نوعين :
١ ـ «ما» اسم موصول ، بمعنى : «الذي» ، مثل : «ما درست كما درس أخي» أي : كالذي درس. «كما» : «الكاف» : حرف جر وتشبيه «ما» : اسم موصول مبني على السكون في محل جرّ بالكاف.
وجملة «درس أخي» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
٢ ـ «ما» نكرة تامة بمعنى : «شيء» ، مثل : «ما ثيابي كما ثياب أخي» أي : كشيء أو كثياب تشبه ثياب أخي. «كما» : «الكاف» : حرف تشبيه وجر «ما» نكرة تامة في محل جر بالكاف. «ثياب» : بدل من «ما» مجرور بالكسرة. و «ما» موصوفة بصفة محذوفة تقديرها كثياب موصوفة أو شبيهة بثياب أخي.
أما الحرفيّة فهي على ثلاثة أقسام :