كم التّكثيريّة
اصطلاحا : هي كم الخبرية.
كم الخبريّة
اصطلاحا : هي التي تفيد الدّلالة على معدود كثير مجهول الجنس والكمّيّة ، مثل :
وكم ذنب مولّده دلال |
|
وكم بعد مولّده اقتراب |
والإخبار بها يجب أن يكون عن شيء حدث في الماضي.
أحكامها :
أ ـ لها حقّ الصّدارة ، إلّا إذا كانت مجرورة بالإضافة ، أو بحرف جر ، مثل : «لله درّك كم معركة قدت فعرف الناس فضلك».
ب ـ يعود الضمير عليها إما مفردا مذكّرا بحسب لفظها ، أو وفقا للمعنى الذي يفهم من التمييز بعدها ، مثل : «كم طبيب زارك ، أو زاراك ، أو زاروك».
ج ـ تكون «كم الخبريّة مبنيّة دائما على السّكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جرّ ، حسب ما تقتضيه الجملة ، مثل : «لله أنت! كم ميل مشيت». «كم» : الخبريّة في محل نصب على الظّرفيّة ، ومثل : «كم زيارة زرت صديقك» «كم» : في محل نصب مفعول مطلق ، ومثل : «بكم درهم إشتريت الكتاب» «كم» : في محل جر بـ «الباء» ومثل : «صاحب كم تلميذ زرت» «كم» في محل جر بالإضافة. ومثل : «كم طبيب في المدينة» «كم» : في محل رفع مبتدأ ، ومثل : «كم تظن من تلميذ نجح». «كم» مفعول به للفعل النّاسخ «ظن».
د ـ يكون مميزها مفردا مجرورا دائما بإضافته إليها. وقد يجرّ التمييز بـ «من» فيتعلقان بـ «كم».
وإن لم توجد «من» فالتمييز مجرور بإضافته إليها ، كقول الشاعر :
فكم نزهة فيك للحاضرين |
|
وكم راحة فيك للأنفس |
ه ـ ويجوز أن يفصل بينها وبين تمييزها بجملة ، بشرط نصب التمييز ولا يجوز جرّه إلّا في الضّرورة الشّعريّة ، مثل : «لله ما أغلى آراء الآباء فكم أرشدوننا نصحا» وإذا كان الفاصل ظرفا إلى جانب الجار والمجرور وجب نصب التمييز ، إلا في الضرورة الشعريّة فيجوز جرّه ، مثل : «كم تحت الطاولة في الغرفة كتابا».
وـ وإذا كان الفصل بين المميّز والمميّز بالظرف أو الجار والمجرور جاز الوجهان : النّصب والجرّ ، مثل : «كم في السجن مظلوما» ومثل : «كم بين جدران المدرسة طالبا».
ز ـ إذا فصل بين المميّز والمميّز فعل متعد وجب جر التمييز لئلا يلتبس بالمفعول به ، كقوله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)(١) وكقوله تعالى : (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)(٢).
وجه الشبه بين كم الاستفهاميّة وكم الخبريّة :تشبه «كم» الاستفهاميّة «كم» الخبرية في خمسة أمور هي : أنهما كنايتان عن معدود مجهول الجنس والكمّيّة. وأنهما مبنيتان ، وبناؤهما على السّكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جرّ ، حسب مقتضيات الجملة ، وأنهما تلزمان صدر الجملة إلّا إذا سبقهما حرف جرّ ، أو مضاف ، ووجوب الإتيان بالتّمييز بعدهما.
__________________
(١) من الآية ٢٥ من سورة الدخان.
(٢) من الآية ٧ من سورة الشعراء.