حكم المضاف بعدهما :
١ ـ يجب أن يكون المضاف بعدهما دالّا على اثنين ، سواء أكان المضاف إليه اسما ظاهرا مثل : «كلا القائدين بطلان» أم ضميرا بارزا ، كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما)(١) «كلاهما» : فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثّنى ، وهو مضاف والضمير «هما» في محل جر بالإضافة.
٢ ـ أن يكون المضاف إليه بعدهما كلمة واحدة كقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٢) «الجنتين» مضاف إليه كلمة واحدة وتدل على المثنى. فلا يجوز أن تقول : «كلا المجلّة والرسالة قرأتهما». وقد وردت على هذا الشكل أمثلة قليلة لم يوافق عليها كثير من النّحاة مثل :
كلا أخي وخليلي واجدي عضدا |
|
في النّائبات وإلمام الملمّات |
المضاف إليه بعد «كلا» «أخي» ومعطوف عليه «وخليلي». وهذا نادر.
٣ ـ أن يكون المضاف إليه معرفة فلا يجوز أن نقول : «كلا رجلين فازا». ولا : «كلتا امرأتين فازتا».
٤ ـ قد يكون المضاف إليه بلفظ المفرد وقد دخله التوسّع والمجاز ، كقول الشاعر :
إن للخير وللشّرّ مدى |
|
وكلا ذلك وجه وقبل |
حيث أضيفت «كلا» إلى اسم الإشارة «ذلك» وهو مفرد في اللّفظ ولكنه مثنّى في المعنى بسبب عوده على اثنين هما : الخير والشّرّ.
٥ ـ قد يكون لفظ المضاف إليه يفيد الدّلالة على اثنين ، ولكنّه مشترك اشتراكا معنويا بين المثّنى والجمع كالضمير «نا» في قول الشاعر :
كلانا غنيّ عن أخيه حياته |
|
ونحن إذا متنا أشدّ تفانيا |
ملاحظات :
١ ـ كلا وكلتا من الأسماء التي تلازم الإضافة إلى الاسم الظاهر أو إلى الضمير وهما مفردتان في الظّاهر ، أي : في اللّفظ ، ومثّنيتان في المعنى ..
٢ ـ يجوز في خبرهما مراعاة اللّفظ أي : يكون بلفظ المفرد ، كقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٣) «كلتا» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على الألف للتعذر وهو مضاف «الجنتين» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثّنى «آتت» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة منعا من التقاء ساكنين و «التاء» للتأنيث. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى «كلتا».
أو مراعاة المعنى أي : بلفظ المثّنى فتقول : «كلا القائدين بطلان».
٣ ـ تعرب «كلا» و «كلتا» حسب ما تقتضيه الجملة فقد يأتيان فاعلا ، مثل : «جاء كلا القائدين» ، أو مفعولا به ، مثل : «رأيت كلتا الطالبتين» أو اسما مجرورا بحرف الجرّ ، مثل : «سلّمت على كلتا السيّدتين» وتعربان بالحركات المقدّرة على الألف للتعذر رفعا ونصبا وجرا.
__________________
(١) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.
(٢) من الآية ٣٣ من سورة الكهف.
(٣) من الآية ٣٣ من سورة يوسف.