«ذات» اسم «بات» «سالبة» : خبر «بات» فؤادي : مفعول به للخبر سالبة. ومنه من أوّل تقديم هذا المعمول على الوجوه السّابقة في البيت ورجّ الفتى ... السّابق.
كأنّ
اصطلاحا : هي من أخوات «إن» ، ولها أحكامها ، راجع : إنّ وأخواتها.
تركيبها ومعانيها :
١ ـ يرى بعضهم أنها تتكون من «الكاف» حرف جر وتشبيه. فهو وحده للتشبيه ، و «أنّ» للتوكيد.
فيكون معناها التشبيه المؤكّد ، مثل : «كأن البطل أسد» والتقدير : إن البطل كأسد. والمراد بالتشبيه اتصاف الاسم بالخبر في ما يشتهر به هذا الخبر ، ويكون التشبيه بـ «كأنّ» أقوى من التشبيه «بالكاف» وحدها. ومن العرب من يرى أنها لا تكون للتشبيه إلّا حين يكون خبرها اسما أرفع من اسمها قدرا ، أو أحطّ منه ، مثل : «كأنّ الرجل ملك» ومثل : «كأنّ السارق هرّ». ومن العرب من يقول إنها للتشبيه إذا كان خبرها جامدا.
٢ ـ تفيد معنى الشكّ والظنّ ، إذا كان خبرها جملة فعليّة ، مثل : «كأنّ زيدا درس» أو شبه جملة ، مثل : «كأنّ زيدا في الدّار» ومثل : «كأن زيدا عندك».
٣ ـ يقول الكوفيّون تفيد «كأنّ» التحقيق ، وذلك إذا كان خبرها غير جامد ، كقوله تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ)(١) فالمعنى يكون محقّقا قطعا.
٤ ـ وتفيد «كأنّ» معنى التقريب كقول الشاعر :
كأنني حيث أمسي لا تكلّمني |
|
متيّم أشتهي ما ليس موجودا |
ومثل : «كأنك بالفرج آت» أي : كأنّ زمانك آت بالفرج. وقد اختلف في إعراب هذه الجملة.
فوجه من الإعراب هو : «كأنك» : «كأنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، «والكاف» : ضمير متصل مبنيّ على الفتح في محل نصب اسم «كأنّ» ، «آت» : خبر «كأن» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «ياء» المنقوص المحذوفة والمعوّض عنها بالكسر.
«بالفرج» جار ومجرور متعلق بـ «آت». ووجه آخر من الإعراب. «كأنّك» «كأنّ» : حرف مشبّه بالفعل مبني على الفتح. «والكاف» حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. «بالفرج» «الباء» : زائدة». «الفرج» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ومثل : «كأنّك بالشتاء مقبل» ومثل : «كأنّك بالدّنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل» أي : كأنّك لم توجد بالدّنيا لقصر المدّة فيها ، وكأنك في الآخرة تتوهّم أنّك لم تزل عن الدّنيا ، وإعرابها كالآتي : «كأنك» «كأن» : حرف مشبّه بالفعل. «والكاف» اسمها وخبرها محذوف. وجملة «لم تكن» جملة فعلية ، مؤلفة من «تكن» التامّة وفاعلها الضمير المستتر ، في محل نصب حال ، والتقدير : كأنك تبصر بالدنيا حال كونك لم تكن بها لأنك تبصرها في لحظة مغادرتها. ومثلها جملة «لم تزل» ، بمعنى : لم تترك الدنيا.
ملاحظتان :
١ ـ من المعروف أن عمل «كأنّ» مثل عمل «إنّ» أي : تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأول اسما لها وترفع الثاني خبرا لها. إلّا أنّه من
__________________
(١) من الآية ٨٢ من سورة القصص.