وَالْأَرْضُ)(١) ، وكقول الشاعر :
وبات وباتت له ليلة |
|
كليلة ذي العاثر الأرمد |
حيث وردت «بات» في الموضعين تامّة : أي دخل في المبيت.
اختصاص «كان» : تختص «كان» عن سائر أخواتها بأمور عدّة منها :
أولا : يجوز أن تزاد «كان» بلفظ الماضي بين شيئين متلازمين ليسا جارا ومجرورا ، مثل : «ما كان أحسن لعب المتسابقين» فقد زيدت «كان» بين «ما» وفعل التّعجب ، وهما شيئان متلازمان ، وكقول الشاعر :
فكيف إذا مررت بدار قوم |
|
وجيران لنا كانوا كرام |
فقد زيدت «كان» بلفظ الماضي بين الموصوف «جيران» وصفته «كرام». ولكن القياس أن تزاد «كان» وحدها دون اسمها ، لذلك يرى النحويّون أنها هنا غير زائدة «فالواو» اسمها ، وخبرها محذوف والتقدير : كانوا معنا ، والجملة من «كان» واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضيّة. وشذّ قول الشاعر الآتي إذ زاد «كان» بين الجار والمجرور ، وهما علاوة على أنهما متلازمان ، إلا أن زيادتها بينهما ممنوعة ، مثل :
سراة بني بكر تسامى |
|
على كان المسّومة العراب |
كما شذت زيادتها بلفظ المضارع ، والقياس زيادتها بلفظ الماضي ، كقول الشاعر :
أنت تكون ماجد نبيل |
|
إذا تهبّ شمأل بليل |
فقد زيدت «تكون» بين المبتدأ «أنت» وخبره «ماجد» بلفظ المضارع ، وهذا شاذ.
ثانيا : يجوز أن تحذف «كان» بوجوه منها :
١ ـ أنها تحذف مع اسمها بعد «إن» و «لو» الشرطيّتين ، مثل : «سر مسرعا إن راكبا أو ماشيا» أي : إن كان سيرك ماشيا أو كان سيرك راكبا ، ومثل : «تصدّق ولو بشقّ تمرة» أي : ولو كان تصدقك بشقّ ثمرة ، وكقول الشاعر :
حدبت عليّ بطون ضنّة كلّها |
|
إن ظالما أبدا وإن مظلوما |
أي : إن كنت ظالما وإن كنت مظلوما فقد حدبت عليّ ... وكقول الشاعر :
لا يأمن الدّهر ذو بغي ولو ملكا |
|
جنوده ضاق عنها السّهل والجبل |
أي : ولو كان ذو البغي ملكا ....
٢ ـ تحذف «كان» مع خبرها بعد «لو» ، وهذا قليل ، مثل : «كل ولو تمر» ، أي : ولو كان تمر طعامك.
٣ ـ وتحذف «كان» وحدها بعد «أن» المصدريّة ، ويعوّض منها «ما» الزّائدة ، مثل : «أما أنت منطلقا انطلقت» ، والتقدير : لأن كنت منطلقا انطلقت ، حيث قدمت «اللّام» وما بعدها على الفعل «انطلقت» للاختصاص. ثم حذفت «اللّام» للاختصار ثم حذفت «كان» فانفصل الضمير «أنت» ثم زيدت «ما» للتعويض عن «كان» المحذوفة ، ثم أدغمت «النون بالميم» للتقارب في النّطق ، ومثل :
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإن قومي لم تأكلهم الضّبع |
والتقدير : «لأن كنت ذا نفر». فحذفت «اللام»
__________________
(١) من الآية ١٠٨ من سورة هود.