«زال» ، «فتىء» ، «برح» ، «انفك». وبعضهم يعدّ «دام» من هذا القسم فأثبت لها المضارع.
٣ ـ وقسم يتصرّف تصرّفا تامّا ، أي : يؤخذ منه الماضي ، والمضارع ، والأمر ، والمصدر ، واسم الفاعل ، وهو سبعة عوامل هي : «كان» ، «أصبح» ، «أضحى» ، «أمسى» ، «ظلّ» ، «بات» ، «صار». فمن الماضي قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى)(١) ، ومن المضارع قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)(٢) ومن الأمر ، قوله تعالى : (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً)(٣) ، ومن المصدر ، قول الشاعر :
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى |
|
وكونك إيّاه عليك يسير |
حيث ورد المصدر من «كان» وهو «كونك» «فالكاف» اسمه ، وخبره ضمير النصب «إيّاه» ومن اسم الفاعل قول الشاعر :
وما كلّ من يبدي البشاشة كائنا |
|
أخاك إذا لم تلفه لك منجدا |
حيث ورد اسم الفاعل «كائنا» من الفعل «كان» فاسمه ضمير مستتر تقديره هو «أخاك» خبر اسم الفاعل «كائنا» منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة. و «الكاف» في محل جر بالإضافة ، وكذلك قول الشاعر :
قضى الله يا أسماء أن لست زائلا |
|
أحبّك حتى يغمض الجفن مغمض |
حيث ورد اسم الفاعل من «زال» فعمل عمل «كان» لأنه تقدّمه نفي «لست». فالاسم ضمير مستتر تقديره «أنا» والخبر هو جملة «أحبك».
معانيها : معنى «كان» اتصاف المبتدأ بالخبر في الماضي ، وقد يكون اتصاله مستمرّا إذا كان هناك قرينة تدلّ على ذلك ، مثل : «وكان الله عليما حكيما». «كان» تدل على استمراريّة الحكمة والعلم عند الله تعالى. ومعنى «أمسى» اتصاف المبتدأ بالخبر في المساء ، ومعنى «أصبح» اتصافه به في الصّباح ، ومعنى «أضحى» اتصافه به وقت الضّحى ، ومعنى «ظلّ» ، اتصافه به وقت الظلّ ، أي : نهارا ، ومعنى «بات» اتصافه به وقت المبيت ، أي : ليلا. ومعنى «صار» : تحول المبتدأ من حال إلى حال أخرى هي الخبر ومعنى «ليس» النفي ، ومعنى : «ما زال» ، «ما فتىء» ، «ما انفكّ» و «ما برح» ملازمة الخبر للمبتدأ.
تحوّل الأفعال الناقصة تامّة : يجوز أن تصير الأفعال الناقصة تامّة إذا اكتفت بمرفوعها ، ما عدا : «ما زال» ، «ما فتىء» ، «ليس» ، وعند ذلك لا يتغيّر معناها. فتصبح «كان» بمعنى : «ابتدأ» و «حصل» و «خلق» و «وجد» ؛ وتصبح «ظلّ» بمعنى : «استمرّ» ، و «أصبح» بمعنى : دخل في الصّباح ، و «أمسى» بمعنى : دخل في المساء ؛ و «صار» بمعنى : «انتقل» و «انفك» بمعنى : «انفصل» ، و «برح» بمعنى «ذهب» ، و «دام» بمعنى : «بقي».
من ذلك قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(٤) ومثل : «عمّت الفوضى فكان الكلام» ففي الآية فعلان تامّان هما : «تمسون» و «تصبحون». وفي المثل : «فكان الكلام» : أي فابتدأ الكلام. «كان» هنا تامّة. «الكلام» : فاعل «كان» مرفوع بالضّمة. ومن ذلك أيضا : «ابتدأ المخاص فكان الولد» أي : فوجد. وكقوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ
__________________
(١) من الآية ١١٧ من سورة هود.
(٢) من الآية ٢٠ من سورة مريم.
(٣) من الآية ٥٠ من سورة الإسراء.
(٤) من الآية ٧ من سورة الرّوم.